صحيح، فلذلك ليس العلم كما قلت آنفاً حاكياً بعضهم، إنما العلم قال الله قال رسول الله، فقل من تجد من ينشر أقوال الرسول الصحيحة وأفعاله الثابتة، فمن هذه الأقوال الصحيحة التي اتفق على روايتها الشيخان الجليلان البخاري ومسلم رحمهما الله تبارك وتعالى:«إذا أَمَّن الإمام فأمِنْوا؛ فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه».
كان سلفنا الصالح إذا سمعوا حديثاً هو دون هذا في الأهمية وكل أحاديث الرسول عليه السلام مهمة ولكنها لا تستوي، فالحديث الذي يتضمن فرضاً ليس كالحديث الذي يتضمن سنة .. وهكذا دواليك.
كانوا يقولون: لو سافر المسلمون سفراً خاصاً وبتعبيرهم لو شد الرحل لهذا الحديث فقط، لكان شده للرحل ثمناً بخساً في ذاك الحديث الواحد، وها أنتم والحمد لله يتاح لكم أن تسمعوا مثل هذا الحديث في لحظات معدودات، فلماذا لا تهتمون لتحصيل هذا الأجر العظيم الذي رتبه رب العالمين على لسان نبيه الكريم أن يغفر لكم ذنوبكم، فقط أن لا تسبقوا الإمام بآمين، انظروا كيف يصدق هنا وفي كل ما شرع الله قوله تبارك وتعالى:{وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا}[النساء: ١١٣].
«إذا أمن فأمنوا» ما هي النتيجة وما هو الثواب؟
يغفر الله لهؤلاء ذنوبهم، فلو عشنا حياة نوح عليه السلام كلها في طاعة الله عز وجل وعبادته، وضمنا أن يغفر الله لنا لكان أيضاً هذا الجهد المديد الطويل الذي فرضنا أنه حياة نوح عليه السلام، أيضاً لكان ثمنه بخساً، فما بالنا لا نهتم أولاً بتطبيق هذه السنة في أنفسنا، ثم في نشرها بين هؤلاء الناس الغافلين، أردت أن أُذَكِّر بهذه السنة؛ لأننا دعاة إلى السنة، لأننا نزعم أننا دعاة إلى السنة، لكن الواقع