إذاً: ليس مُهِمَّاً أن يكون المسلم داعية إلى الإسلام ولنقل إلى إسلام، وإنما المهم يدعو إلى الكتاب والسنة، وليس أيضاً من المهم أن يدعو إلى الكتاب والسنة، وإنما المهم أن يدعو إلى الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح.
إذاً: نحن نُفَرِّق بين رجلين اثنين أحدهما ينكر حديثاً ويعتقد في قرارة قلبه أن الرسول قاله، ثم هو لا يؤمن به فهو كاليهود يعرفونه كما يعرفون أبناءهم، فهو كافر، ورجل آخر لا يعتقد أن الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - قاله، عنده شك بسبب أو آخر أن هذا الحديث الذي صححه زيد وبكر وعمرو من علماء الحديث وهموا في تصحيحه، فهو ينكر على الذين صححوا وليس على النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - الذي قاله، فقلت آنفاً: هذا ضال وليس بكافر كالأول، وسبب ضلاله أن هذا الرجل وأمثاله ينكرون على بعض إخواننا وأنا معهم انتبهوا، الذين يتسرعون وهم من عامة المسلمين، فيقول: أنا أفهم من الحديث الفلاني كذا، هو ليس عالماً وليس طالب علم، لكن يقول أنا أفهم هكذا يا أخي، وأنا اجتهدت هكذا، طيب أنت لست من أهل الاجتهاد، وابتلي الغزالي بأمثال هؤلاء فسحب الجهلة على الآخرين من النابغين في العلم والمتفقهين في الكتاب والسنة وفقه السلف الصالح، فاتهمهم بأنهم لا فقه عندهم.
هذا الغزالي وأمثاله ينكر على هؤلاء؛ لأنه يوجب عليهم ما نحن نوجبه عليهم انطلاقاً من قوله تعالى:{فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ}[النحل: ٤٣].
هذا الغزالي وأمثاله وقعوا فيما ينكرون على غيرهم، الغزالي أمي في علم الحديث، كذاك الأمي في علم الفقه، فما ينكره الغزالي على الأمي الذي يدعي الفقه في آية أو في حديث هو يرد عليه أيضاً حينما يصحح ويضعف وهو أمي في علم الحديث، إذاً: هو خالف قوله تعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا