للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منهجه في نفس المقدمة التي قرضني فيها ومنهجي وعلمي بالحديث، قال هو ينظر في الحديث فإن كان معناه صحيحاً ولو كان سنده ضعيفاً، وضرب على ذلك مثلاً حديثاً كنت أنا ضعفته قال: هذا معناه صحيح، ولذلك كون سنده صحيح فأنا أصححه، وأنكر حديثاً صحيحاً وهو إغارة الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - على بني قريظة، قال هذا وإن كان سنده صحيح .. إلى آخره، المهم لو كان هو من أهل الحديث لما تواضع وكلف غيره أن يخرج أحاديث كتابي.

إذاً: هو ليس من أهل الحديث، فأين القاعدة التي يتبجح بها وينكر على عامة المسلمين الذين يخالفونها، أصبح الأمر هوىً، فالحديث الذي يعجبه يصححه، والذي لا يعجبه يضعفه، فنسأل الله عز وجل أن يحفظنا من الهوى، وأن نتبع الهوى فيضلنا عن سواء الصراط، وقد جاء عن الرسول عليه السلام: «ثلاث مهلكات: شح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب كل ذي رأي برأيه».

فنسأل الله عز وجل أن يحفظنا ولعل في هذا القدر كفاية، فالساعة الحادية عشر والربع تقريباً.

مداخلة: بقية السؤال.

الشيخ: وهو؟

مداخلة: زعمه بأن مالكاً كان يقدم عمل أهل المدينة أيضاً على حديث الآحاد، وأبا حنيفة يقدم القياس على أحاديث الآحاد.

الشيخ: والله آسف أن هذا أمر واقع، لكن هذا ليس على منهج الغزالي؛ لأن الإمام مالك عاش في المدينة حيث كان فيها جماهير الصحابة الذين ورثوا علم الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - ونشروه بين الأمة كما ضربنا على ذلك مثلاً بقصة الجارية وهو كان من أتباع التابعين رحمه الله، فقد روى كثيراً من الأحاديث من طريق نافع عن ابن

<<  <  ج: ص:  >  >>