هذا الموضوع الهام، إذا أنكر على بعضهم بدعة من هذه البدع، سيقول لك: شو فيها يا أخي، أترون هذا حكم النقل، أم حكم العقل؟
أما أنا فأقول: لا العقل ولا النقل، وإنما حكم أهوائهم وعاداتهم، فإذا أصابوا في الجواب وقالوا: لا، معرفة السنة الحسنة والسنة السيئة مرجعنا في ذلك إلى الشرع، إلى النقل.
إذاً: قفوا معنا هاهنا، إذا قلنا هذا الأمر هو من السنة الحسنة، إذا اتفقنا على أن معرفة ذلك يكون بالنقل، فهات النقل الذي يدل على أن هذا الشيء الذي أنت تستحسنه، جاء به النقل وليس العقل، وهنا تنقطع المجادلة مع هؤلاء؛ لأن مصيرهم سيكون إما الخضوع للحق حينما يعجزون عن الإتيان بالنقل الذي يحسن بدعتهم، وإما أن يكابروا وأن يجادلوا بالباطل، حينئذ نقول لهم كما قال تعالى:{وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا}[الفرقان: ٦٣].
إذاً: التحسين هنا للشيء واستقباحه، فإنما يكون بالرجوع للنقل، وإذا رجعنا إلى النقل استرحنا جميعاً، وارتفع الخلاف، أنا أضرب لكم مثلاً بسيطاً جداً، غير المسألة التي طرحناها سابقاً، وقدمنا لها هذه الكلمة.
المصافحة التي يفعلها الناس بعد الصلاة، نكون أنا والشيخ داخلين المسجد، تلاقينا وتصافحنا وتحادثنا وكل شيء فعلناه، صلينا، تقبل الله .. تقبل الله .. ما هذا؟ بدعة حسنة، طيب شو الدليل أن هذه بدعة حسنة، سوف لا يقول لك إن الرسول كان يفعل هذا؛ لأنه يعرف أن هذه بدعة، وسوف لا يقول إن الرسول عليه السلام أمر بذلك؛ لأنه لا سبيل إلى التعرف على مثل هذا الأمر.
إذاً: حجتهم كحجة الأولين، كما قال تعالى:{قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ}[الشعراء: ٧٤].