للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التفسير يقولون: معرفة سبب نزول الآية يساعد على معرفة معناها، والباقي من اللغة العربية وآدابها، كذلك معرفة سبب ورود الحديث يساعد على معرفة الحديث، ثم الباقي من الآداب العربية ولغتها.

أقول شيء آخر بغض النظر عن هذا الأمر الأول، وهو سبب ورود الحديث، الحديث يقول: «من سن في الإسلام سنة حسنة .. » ثم في الفقرة الثانية: «من سن في الإسلام سنة سيئة .. » نسأل هؤلاء الناس الذين يتجرؤون على مقام الشارع الحكيم الذي امتن علينا بالآية التي بدأنا الكلام حولها: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} [المائدة: ٣]، فيحسنون ويطلقون من الدين ما أغلق بابه وختمت النوافل وكل المقربات إلى الله عز وجل كما ذكرنا في الحديث السابق.

نقول لهؤلاء: ما هو سبيل معرفة السنة الحسنة، ومعرفة السنة السيئة، آلعقل، أم الشرع؟

هذا سؤال مهم جداً، وهو في اعتقادي إن كانوا منصفين مبتغين طالبين للحق، سيقولون أحد شيئين، وحينذاك يتبين ما في نفوس هؤلاء أو قلوب هؤلاء من علم أو جهل.

السنة الحسنة والسنة السيئة، معرفة ذلك أهو طريقه النقل أم طريق العقل؟ فإن قالوا طريق النقل: قلنا لهم أصبتم، فلنقف هاهنا لنبحث.

وإن قالوا طريق العقل خرجوا عن أهل السنة والجماعة، وألحقوا ببعض الفرق الضالة التي منها المعتزلة، الذين يظن كثيراً من الناس أنها فرقة مضت وانقضت وانقرضت، والواقع أن هذه الفرقة لا تزال آثارها منبثة في جماهير الناس حتى من أهل السنة زعموا، لأن منهج أولئك منهج هؤلاء، منهج هؤلاء في تحكيمهم لعقولهم، هو منهج أولئك تماماً، قلت لكم آنفاً في أثناء الكلام عن

<<  <  ج: ص:  >  >>