للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المشرع، والشاهد أن ذاك الصحابي الأول لم يكن له شيء في هذه الحادثة سوى أنه فتح الطريق، ذكر الآخرين بأن عليهم أن يستجيبوا لما حضهم الرسول عليه السلام من الصدقة، فكان له أجر هذه الصدقة، وأجر الصدقات الأخرى التي تصدق بها الذين ساروا مسيرته، واقتدوا به رضي الله عنهم جميعاً.

هذا فيما يتعلق بمعرفة سبب ورود الحديث، وأننا إذا عرفنا هذا السبب، حينئذ ضربنا بتأويلهم للحديث بمعنى: من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة، ضربنا بهذا التفسير عرض الحائط، وقلنا لهم: هاتوا، وين البدعة في هذه الحادثة؟

ولذلك قلت مرة أو أكثر من مرة: إذا لم يكن في الحادثة كما سمعتم حادث حدث يمكن أن لا يكون شرعاً معروفاً من قبل، وإنما هو شيء حسن استحسنه أحد الحاضرين، فيكون بدعة، قلنا حينئذ: لا يتخذ قوله عليه السلام: «من سن في الإسلام سنة حسنة .. » هو قد قالها بمناسبة الصدقة مع التفسير الذي يقوله بعض الخلف: من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة.

كنت أقول، وأكرر ذلك أحياناً: لا يمكن لرجل عربي، بل لا يمكن لرجل أعجمي مثلي أنا ألباني، أن يقول: من سن في الإسلام سنة حسنة، بمعنى من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة، بمناسبة الصدقة، هذا رجل عربي مستعرب، أصله عجمي، عار عليه أن يقول مثل هذا الكلام: من سن في الإسلام سنة حسنة بمعنى: من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة، بمناسبة الحادثة التي لم يقع فيها إلا الصدقة، فكيف ينسب هذا المعنى الأعجمي الذي يرفضه حتى الأعجمي المستعرب، كيف ينسب هذا المعنى إلى أفصح من نطق بالضاد، هذا خطأ فادح جداً، فاعتبروا يا أولي الأبصار.

هذا شيء نستفيده فقط من معرفتنا لسبب الحديث، وكما قلت لكم آنفاً علماء

<<  <  ج: ص:  >  >>