عقله حينئذ ننبهه بأنه خرج من صف أهل السنة والجماعة، وأدخل نفسه في صف فرقة من فرق الضلالة ألا وهي المعتزلة أولئك الذين يقولون بما يعرف عند العلماء بالتحسين والتقبيح العقليين.
المعتزلة يقولون: هذا حسن عقلاً، فجاء الشرع مع العقل، وهذا قبيح عقلاً فجاء الشرع مع العقل، ليس الشرع هو الذي يحسن ويقبح عند المعتزلة، أما أهل السنة والجماعة فهم يقولون: ما حسنه الشارع فهو حسن، وما قبحه الشارع فهو قبيح، لكن العقل السليم في كثير من الأحيان يفهم حسن ما حسنه الشرع، وقبح ما قبحه الشرع، لكن ليس هذا بالأمر المضطرد، وهنا لابد من الاستدلال بالشرع، كما قال عز وجل:{وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}[النساء: ٦٥].
وبهذا القدر كفاية تعليقاً على هذا الحديث، وبيان أنه لا مستند لأهل البدع على هذا الحديث في تحسين بدعهم والحمد لله رب العالمين.