فالسنة الحسنة لا تُعْرَف إلا بطريق الشرع، والسنة السيئة لا تُعْرَف إلا بطريق الشرع، فمن فتح طريقاً للسنة الحسنة كان له أجرها وأجر من اتبعه عليها إلى يوم القيامة. ومن فتح طريقاً إلى سنة سيئة معروف سيئتها في الشرع فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة، من أجل هذا وغيره قال إمام دار الهجرة - وبكلمتي أختم هذه الكلمة -: من ابتدع في الإسلام بدعة أي واحدة يراها حسنة فقد زعم أن محمداً صلى الله عليه وآله وسلم خان الرسالة، اقرؤوا قول الله تبارك وتعالى:{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا}[المائدة: ٣] قال مالك: فما لم يكن يومئذ ديناً لا يكون اليوم ديناً، ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها ..