للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الناس مع الزمن أو مع الغفلة فقام رجل فأحيا هذه السنة المنصوص عليها في الكتاب والسنة يقال فيه: لقد ابتدع في الإسلام بدعة حسنة؟ كلا ثم كلا، إنما جاء بأمر مشروع مسبقاً وإنما الشيء الجديد في الموضوع أنه أحيا هذه السنة.

فإذاً: إذا رجعنا فقط إلى سبب الحديث عرفنا بطلان ذلك التأويل الذي كان من الأسباب القوية على تخصيص عموم قوله - صلى الله عليه وآله وسلم -: «كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار» هذا هو السبب الأول الذي يدل دلالة واضحة على بطلان التأويل المذكور.

السبب الثاني: إذا وقفنا عند متن الحديث: «من سن في الإسلام سنة حسنة» وتمام الحديث: «ومن سن في الإسلام سنة سيئة» فسنقول للمتأولين لهذا الحديث على غير تأويله الصحيح: ما هو طريق معرفة السنة الحسنة والسنة السيئة آلعقل أم الشرع؟ إن كان من أهل السنة حقاً فسيكون الجواب: طريق معرفة الحسنة والسيئة إنما هو الشرع فقط ولا مجال للعقل في ذلك إطلاقاً خلافاً للمعتزلة قديماً وحديثاً .. المعتزلة قديماً اسماً ومسمىً والمعتزلة حديثاً مسمىً لا اسماً وهم كثيرون وينطوون تحت أسماء كثيرة وكثيرة جداً يوهمون الجماهير بها أنهم على السنة.

إذا كان ما يقوله المعتزلة وهو مما انفصلوا فيه عن أهل الحديث وأهل السنة حقاً ألا وهو قولهم بالتحسين والتقبيح العقليين .. إذا كان قولهم هذا من جملة ضلالهم الذي حشرهم في فرقة من الفرق المنصوص عليها في حديث: «وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة» وخرجوا بذلك عن كونهم من الفرقة الناجية؛ لأنهم اتبعوا عقولهم وأهواءهم وخرجوا عن الجماعة وعن الفرقة الناجية التي تقول: ليس للعقل دخل في التحسين والتقبيح وإنما وظيفته فقط أن

<<  <  ج: ص:  >  >>