للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفرائض، أما القيام في سائر الأشهر لا يشرع فيها التداعي والتجمع لصلاة

القيام جماعة هذا هو الفارق، فإذاً صلاة القيام فعلها الرسول عليه السلام في كل أيام وفي كل ليالي السنة وكذلك فعل في رمضان، كان يصلي في بيته كما كان يصلي في كل أشهر السنة، ولكن التشريع لإرادة الله عز وجل أن يشرع لعباده هذا التكتل في قيام الليل في رمضان فقط ألهم نبيه صلى الله عليه وعلى اله وسلم أن يخرج ويصلي في المسجد خلافاً لعادته في أول رمضان وفي كل الليالي غير رمضان، فلما رآه الصحابة في أول ليلة اقتدوا خلفه، انتشر الخبر ثاني يوم أن الرسول صلى بالأمس الليل جماعة في المسجد فكثر الناس في الليلة الثانية؛ وفي الليلة الثالثة، غص المسجد بالمصلين إذاً هذه ثلاث ليالي سن فيها النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - للمسلمين صلاة الجماعة في قيام رمضان، فهل هذه بدعة؟ حاشا ثم اجتمع الناس في الليلة الرابعة فانتظروا وانتظروا ما خرج الرسول عليه السلام، بعض من لم يتخلق بعد بأخلاق الإسلام لأنه لم يصحب الرسول عليه السلام تلك الصحبة المديدة الطويلة المباركة ضاقوا ذرعاً بانتظار الرسول عليه السلام، ليخرج عليهم فأخذوا من الحصب فأخذوا يرمون بها باب حجرته عليه الصلاة والسلام لا شك أن هذا إخلال بالأدب مع الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم -، ولكنهم عذرهم بعد ما عرفوا الآداب الإسلامية كما ينبغي، فخرج عليه الصلاة والسلام مغضباً أما إنه لم يخف علي مكانكم هذا، وإني عمداً فعلت، فصلوا أيها الناس في بيوتكم، فإن أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة ولم يعد الرسول عليه السلام خرج بعد ذلك ليصلي بالناس جماعة ثم لم يدرك عليه الصلاة والسلام في حياته المباركة رمضان الثاني فقد جاءه الأجل في ربيع الأول، وبويع أبو بكر الصديق وعاش في خلافته سنتين ونصف تقريباً، والناس يصلون في المسجد زرافات ووحدانا وهكذا شطراً من خلافة عمر، وكما تعلمون من حرص عمر ابن

<<  <  ج: ص:  >  >>