للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخطاب رضي الله تعالى عنه على سياسة الأمة والبحث والتفتيش عن

مصالحها خرج يتحسس ليلة فرآهم يصلون هكذا زرافات ووحدانا فقال لو جمعناهم لو جمعناهم على إمام واحد ثم بدا له ذلك فأمر أبي ابن كعب رضي الله تعالى عنه أن يؤم الرجال وأمر رجل آخر أن يؤم النساء، ثم خرج أيضاً كعادته يتتبع الأخبار فرآهم يصلون جماعة واحدة ووراء إمام واحد فَسُرَّ بذلك، وقال تلك الكلمة التي أساء بعض الناس فهمها، وضربوا بها تلك الأساطيل وتلك الأدلة القاطعة في ذم كل بدعة في الدين قال نعمت البدعة هذه والتي ينامون عنها أفضل لفهم هذه الجملة الأخيرة ثم نعود إلى الجملة الأولى لا بد من وقفة يسيرة، قال: نعمت البدعة هذه، والتي ينامون عنها أفضل، ماذا يقصد؟ يشير رضي الله عنه أن قيام الليل له وقتان وقت الجواز ووقت الأفضلية، وقت الجواز بعد صلاة العشاء، الأفضلية آخر الليل، آخر الليل يكون الناس نائمين، لذلك قال: والتي ينامون عنها أفضل.

بعد هذا التوضيح ماذا يعني عمر ابن الخطاب: «نعمت البدعة هذه»؟ أنا أقول الآن إما أن يعني ما يظن هؤلاء، وأنا أقولها صراحة [هؤلاء] جهلة أولاً جهلة بالأدلة التي قدمناها، وثانياً جهلة باللغة العربية، لأن كلمة بدعة تنقسم إلى قسمين بدعة شرعية، وبدعة لغوية، فالبدعة الشرعية بالتقسيم السابق إن كانت في الدين فكلها سيئة كما سمعتم، وإن كانت في الدنيا فهي تُقَاس بالأدلة العامة، إن كانت مباحة داخل في أدلة إباحة فهي مباحة، في التحريم فهي محرمة، إلى آخره، مثلاً السينمايات هذه بلا شك هذه لغةً بدعة لكنها محرمة لما فيها من المفاسد إلى آخره، لكن مثلاً الخبز الذي نأكله اليوم والأواعي التي يصنع بها هذه الخبز المرقق، وقديماً ضربوا مثلاً للبدعة المباحة «المنخل» لأن المنخل هذا الدقيق الذي يخرج الطحين ونحوه هذا ما كانوا يعرفونه حتى السيدة عائشة قالت

<<  <  ج: ص:  >  >>