فهذا اسمه مستطيع، أنتم تعرفون مثالاً مصغراً: البدو الرُّحَّل هم ما لهم مأوى ما لهم دار في بلد معين، دائماً بين سفرهم ودوابهم، وقد يكون الدابة تمشي معه، أو هو بيمشي معها، وما يركبها لماذا؟ متعود على السير، وهذا في الحقيقة يعطيه النشاط، قوة أعصاب ونحو ذلك.
ثم خلق الله عز وجل كما قال: مما تركبون من البغال والحمير والإبل إلى آخره، وهذه هي الوسيلة في الزمان القديمة في عهد الرسول عليه السلام حينما نزلت هذه الآية، كانوا يحجون إلى بيت الله الحرام على الإبل، وعلى النوق وو إلى آخره.
الآن في وسائل جديدة جدت من قبل العربات الذي يسموها هنا في سوريا: بالطنبر، إما دولابين أو أربعة ويسحبها دابة دبل أو فرس أو ما شابه ذلك، ارتقوا شويه طلع ما يسمى بلغة الأجانب: الأطمنبيل يعني: السيارة ثم ترقت هذه السيارة ومسافتها مائة كيلوا متر، فمن قبل أربعين كيلو متر السرعة أو نحو ذلك، ثم هكذا.
ثم وصلنا للطائرات السؤال هذا الذي يقال اليوم: الذي يطرح نفسه هل الحج إلى بيت الله الحرام الأفضل على الأرجل، أم على هذه الوسائل الحديثة التي خلقها الله لنا؟
كثير من الناس يتوهمون أن الحج إلى بيت الله الحرام على الأرجل أفضل من الحج على السيارة أو الطيارة أو نحو ذلك.
نحن نقول بكل صراحة وبكل اطمئنان: إن الحج إلى بيت الله الحرام الأفضل بالوسيلة التي تتيسر للحاج الذي يشمله عموم قوله تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا}[آل عمران: ٩٧].