الله مباشرة خلق الإنسان كما قال في أحسن تقويم، من هذا الحسن: أن جعل له لساناً ناطقاً يقضي به مصالحه، يتفاهم به مع الناس، هذا اللسان هو وسيلة إن قرأت به القرآن أُثِبْتَ، وإن قرأت به الأغاني وزرت وزراً كبيراً إلى آخره، وهذه الوسيلة من هذا القبيل، فهذا اللسان استعملته في الخير فهو خير، وإن استعملته في الشر فهو شر، هكذا يقال في الوسائل وبها تتعلق قاعدة المصالح المرسلة.
فهذا هو الفرق بين المصلحة المرسلة والبدعة الضلالة، ولعل في هذا القدر كفاية جواباً عن الشطر الأول من سؤالك.
أما الشطر الثاني، أما من هو الذي يقال: إنه مبتدع، فهو الذي خالف قوله عليه الصلاة والسلام:«كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار» ثم أخذ يتقرب إلى الله عز وجل بالابتداع في دين الله، أو بالتقرب بما ابتدع غيره في دين الله عز وجل.
أما من صدرت منه بدعة، وهو لا يريدها كقاعدة هو في القاعدة مع قوله عليه السلام:«كل بدعة ضلالة» ولكن أخطأ وابتدع كما يقع من بعض المجتهدين أحياناً.
أحياناً يقولون عن الشيء: إنه مباح وهو حرام، لا هذا لا يجوز في الإسلام، لكن إذا وقع في مثل هذا مجتهداً فله أجر، ولا يقول: إنه وقع في الحرام.
كذلك إذا صدرت بدعة من غير مبتدع إنما باجتهاد منه لكن الحقيقة أنها بدعة فلا يقال فيه: مبتدع! أظن ظهر لك الفرق الآن بين هذا وهذا وحصلت الجواب إن شاء الله عن شقي السؤال.