وجماع الأمر في التفريق بين المصلحة المرسلة وبين البدعة الضلالة أن المصلحة المرسلة إنما يؤخذ بها لتحقيق مصلحة جماعية للأمة ولا يقصد بها زيادة التقرب إلى الله، بينما البدعة الضلالة إنما يأخذ بها عامة الناس دائماً وأبداً من باب زيادة التقرب إلى الله تبارك وتعالى وهذا الباب قد سَدَّه النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ببيانه للآية الكريمة:{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ}[المائدة: ٣]، حيث قال عليه الصلاة والسلام:(ما تركت شيئاً يُقَرِّبكم إلى الله إلا وأمرتكم به وما تركت شيئاً يبعدكم عن الله ويقربكم إلى النار إلا ونهيتكم عنه) بذلك جاءت الآثار عن سلفنا الصالح تترا في الأمر في اتباع السنة والنهي عن الابتداع في الدين من ذلك قول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: «اقتصادٌ في سنة خيرٌ من اجتهادٍ في بدعة»، هذا ما يحضرني الآن من الكلام حول المصلحة المرسلة.