يستوي في صلاته إلى القبلة، ثم نحن نلاحظ بعض الملاحظات يكون المسجد نسميه قطعتين، داخلي وخارجي، الداخلي يسموه الحرم، الساحة ساحة المسجد أو قسم ملحق بالمسجد، فتجد الناس الذين يصلون في الداخل على الخيط على القبلة، أما الناس الذين يصلون وراء منحرفين عن القبلة؛ لأنه قبلتهم الجدار الذي أمامهم، وهذا الجدار فاصل بين القسم الخارجي والقسم الداخلي، فهم يستقبلون الجدار، فتجد الذي في داخل المسجد يصلي هكذا، وهذا يصلي هكذا؛ لأنه هذا مقتدي بالخيط والخيط وجه إلى القبلة، وهذا مقتدي بالجدار الذي هو الجدار المتأخر عن جدار القبلة، السبب غفلة الناس وعدم انتباههم، واعتمادهم على وسائل مادية، ليست خارجة من العقل ولا من اللب والقلب، أظن أنك عرفت أن المثال الذي أتيت به قد يكون تارة وسيلة شرعية في وقت محدد، وحينئذ يدخل في باب المصالح المرسلة، وتارة يكون من باب البدعة الضلالة التي اتفق العلماء على الحكم عليها ببدعيتها؛ لأنهم وإن اختلفوا في كون هل يوجد في الإسلام بدعة حسنة أم لا، لكنهم اتفقوا أن البدعة إذا كانت مخالفة للسنة فهي ضلالة، هذه ليس فيها خلاف إطلاقاً، لكن بدعة لا تخالف السنة مخالفة مباشرة، وجد من قال مع الأسف أنها تكون بدعة حسنة.
إذاً: ما سميته أنت من العادات ثم أوضحت بأن لها صلة أحياناً ببعض العبادات، هذه قد تدخل في باب المصالح المرسلة، فتكون جائزة، ولا تدخل فتكون بدعة ضلالة. يا الله يا كريم. تفضل.