بن عمر وإما عبد الله بن عباس، أو لعله غير هؤلاء العبادلة، يقول جواباً لسائل: ما بالنا نجهر في بعض الصلوات ونسر في بعض الصلوات الأخرى؟ قال: يا أخي نحن ما كنا ندري شيئاً، فنحن نفعل كما فعل رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - نجهر حيث جهر ونسر حيث أسر، هذا وهو كمثال بسيط جداً، وهو مفهوم لكل مسلم مهما كانت ثقافته أو كان فقهه ضحلاً وقليلاً فهو يعلم أننا نجهر حين نجهر إنما نجهر لأن الرسول فعل، وحينما نسر ولا نجهر لأن الرسول ترك، إذاً: السنة سنتان، لكن هذه قاعدة يجب تعميمها في كل الأمور التي نريد أن نتقرب بها إلى الله تبارك وتعالى، والأمثلة في ذلك كثيرة وكثيرة جداً، وهي معلومة فقهاً لكنها مجهورة فعلاً.
مثلاً: الصلوات الخمس يؤذن لها، والحمد لله لا تزال هذه السنة قائمة وشائعة ومعروفة في بلاد الإسلام كلها، الأذان للصلوات الخمس، وإن كان مع الأسف الشديد وأجد نفسي مضطراً شرعاً أن أقول وأن أذكر والذكرى تنفع المؤمنين، أن هذا الأذان الذي لا يزال معمولاً به في كل بلاد الإسلام، لكنه مع الأسف الشديد في عاصمة هذه البلاد وهي الأردن قد ضيق من دائرة الأذان، حيث جعلوه مع الأسف ولا أدري من يحمل وزر هذه البدعة التي بدعوها في هذا البلاد دون بلاد الإسلام كلها، حيث لا تسمع في مساجد البلد، وهذا البلد والحمد لله من أشهر البلاد الإسلامية في كثرة مساجدها، ومع ذلك لا تسمع إلا أذاناً واحداً، وأذاناً مذاعاً، ربما يكون من مؤذن فعلاً لكن يذاع بالإذاعة وقد يذاع في شريط، وهذا يكون أبعد عن السنة، فالشرع شرع لنا أن نؤذن في كل مسجد؛ لأن الأذان شعيرة من شعائر الله تبارك وتعالى، ولا أريد أن أطيل الكلام في هذه المسألة؛ لأن الغرض هو التذكير بأهمية هذه القاعدة، وهي: أن ما فعله رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - من العبادات فهو قربة لنا وطاعة منا لربنا، وما تركه من العبادات فليس لنا أن نفعل