يستقبلون الذين بين أيديهم، المهم أن يصلي إلى سترة. هذا هو الأمر الثاني الذي هو من السنن الفعلية صارت بسبب جهل الناس سنة تركية، فأعظكم أن تكونوا من الغافلين معرضين عن هذه السنة التي فعلها رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وأمركم بها.
السنة الأخرى وهي من غرائب هذا الزمان، تعلمون جميعاً أن من السنة إذا كانت الصلاة جهرية، فإذا فرغ الإمام من قراءة الفاتحة فمن السنة أن يرفع صوته بآمين، وكذلك أن يؤمن من خلفه، وقد رتب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - من وراء تأمين المقتدين مع الإمام أجراً عظيماً جداً، فقال عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي أخرجه الشيخان في صحيحيهما من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: «إذا أمن الإمام فأمنوا؛ فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه».
هذا الحديث لو تأملتم فيه لوجدتم أنفسكم في خطأ عجيب غريب جداً، هو عليه السلام يقول:«إذا أمن الإمام فأمنوا»، وهذا الأمر على ميزان قوله:«إنما جعل الإمام ليؤتم به، فإذا كبر فكبروا»، سبحان الله! لا فرق بين ذاك الأمر وبين هذا الأمر، هذا الأمر يقول:«إذا كبر فكبروا» لا أحد والحمد لله من المقتدين يكبر قبل تكبير الإمام، سواء تكبيرة الإحرام أو تكبيرة الانتقال إلى الركوع أو السجود أو غير ذلك، وهذا والحمد لله تطبيق لهذا الأمر، «إذا كبر الإمام فكبروا»، لكن ما الفرق بين هذا الأمر والأمر الأول:{إذا أمن الإمام فأمنوا}؟
الآن تجد المؤمِّنين يسبقون الإمام بآمين، لماذا؟
لأنهم في غفلتهم ساهون، لا يلقون بالهم لقراءة الإمام، لا ينتبهون لقوله:{وَلا الضَّالِّينَ}[الفاتحة: ٧]، ثم لا يدعونه يأخذ نفساً ليقول من بعد فراغه من قراءة:{وَلا الضَّالِّينَ}[الفاتحة: ٧] يقول: آمين، إلا ويكون هم سبقوه بآمين. ماذا