للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لأنه جاهل بالسنة، يصلي كما وجد الآباء والأجداد يصلون، كيف ما اتفق، فاسمعوا قول نبيكم - صلى الله عليه وآله وسلم - وفعله هذه السنة فعلية: «إذا صلى أحدكم فليصل إلى سترة، إذا صلى أحدكم فليدن من سترته»، لا تصلي كيف ما ترى، إذا صليت بالعراء لا ينبغي أن تصلي في العراء في الصحراء كيف ما اتفق لك، وإنما يجب أن تجد لك هدفاً شجرة أو صخرة أو حجراً ناتئاً من الأرض فتصلي إليه، كل هذا ثابت عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، فهذه السنة فعلية أصبحت بسبب جهل المسلمين سنة تركية، تركوها وأعرضوا عنها.

كان رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - من سنته الفعلية أيضاً، وهذه السنة سنذكركم بها كانت في هذه البلدة إلى عهد قريب سنة تركية، وهي صلاة العيدين في المصلى خارج المساجد، كانوا من قبل عشر سنوات يصلون العيدين في المساجد كصلاة الجمعة والصلوات الخمس، أخيراً بسبب الدعاة إلى السنة عرف جماهير المصلين والدعاة الإسلاميين أن ما كانوا عليه من قديم هم كانوا قد أماتوا سنة فعلية، أي: أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لم يعهد إطلاقاً أنه صلى صلاة العيدين في المسجد وإنما كان يصليهما في المصلى، في المصلى لا يوجد جدار ولا يوجد أي سترة، فكان عليه الصلاة والسلام يأمر بلالاً فيغرز عصاة له عليه السلام يغرزها على الأرض فيصلي إليها، هذا كله ثابت في صحيح البخاري وصحيح مسلم أيضاً.

والناس عن هذا كله هم كلهم أيضاً غافلون، فهذه يجب أن تنتبهوا لها، فإذا دخلتم المسجد وأردتم صلاة التحية أو السنة القبلية ألا تصلوا هكذا هنا في الوسط، لا، تقتربون إلى الجدار القبلي .. إلى عمود في المسجد لا بأس .. إلى شخص يصلي بين يديك فأنت تتخذه سترة، فلا يشكل على بعضكم كما سمعنا ذلك مراراً وتكراراً، كلهم توجهوا إلى الجدار القبلي والآخرون يستقبلون ماذا؟

<<  <  ج: ص:  >  >>