للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعض الأسئلة التي هي عند بعض إخواننا، وقد يحضر في أذهان بعض الحاضرين أسئلة أخرى.

أضرب لكم الآن مثلين من السنن الفعلية أعرض عنها جماهير المصلين، أما السنن التركية التي يفعلها المسلمون فحدث عنها ولا حرج فهي بالمئات بل بالألوف إن لم نقل بالملايين، يدخل المصلي إلى المسجد فيصلي، سواء تحية المسجد أو يقوم يصلي سنة الوقت السنة القبلية، فيصلي حيث هو، إذاً أين يصلي؟ ينبغي أن يصلي إلى سترة، ينبغي أن يصلي إلى جدار، إلى أي شيء منتصب أمامه، ذلك مما يسمى في لغة الشرع بالسترة، قال عليه الصلاة والسلام: «إذا صلى أحدكم فليصل إلى سترة لا يقطع الشيطان عليه صلاته»، هذا أمره، وهناك أمر ثان يحدد الاقتراب من هذه السترة، آنفاً رأيتُ أحد إخواننا الحاضرين في هذه الجلسة والذي أظن به أنه من أنصار السنة ومن أتباع السلف الصالح، اقترب معنا إلى السترة؛ لأنه يعلم أنه لا بد من الاقتراب إلى السترة، لكنه لم يطرق سمعه أو لم يمر بصره على مثل الحديث الثاني وهو قال عليه الصلاة والسلام: «إذا صلى أحدكم فليدن من سترته» فهو دنا من السترة فعلاً لكن فاته الحديث الفعلي الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه: أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - كان إذا قام يصلي يكون بينه وبين الجدار ثلاثة أذرع بين قيامه وبين السترة ثلاثة أذرع. حديث آخر: كان رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - إذا سجد كان بينه وبين السترة ممر شاة.

إذاً: لا ينبغي أن تلصق رأسك بالسترة، وهذا ما فعله الأخ المشار إليه آنفاً، وإنما يجب أن يضع فرجة فجوة بينه وبين السترة.

فالآن اليوم الناس على طرفي نقيض، جاء يصلي في منتصف المسجد وبينه وبين السترة بعد المشرقين، لماذا؟

<<  <  ج: ص:  >  >>