يتعلق بالله رب العالمين فالأمر كما قال في كتابه الكريم:{وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا}[مريم: ٦٤]، أما بالنسبة للنبي عليه السلام لو فرض أن الله أمره بأن يبلغ الناس الأذان في هذه الصلوات الثلاث فهل كان لا يبلغ؟ {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ}[المائدة: ٦٧].
إذاً: المسلمون جميعاً يعلمون يقيناً كما أنهم ينطقون أن الأذان لهذه الصلوات ما سنها رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - للمسلمين؛ ولذلك ما ابتدعها المسلمون، تركوها كما تركها الرسول عليه السلام.
والأمثلة كثيرة وكثيرة جداً، حسبكم الآن لنذكركم بصحة هذه القاعدة بهذه الأمثلة التي ذكرتها آنفاً، ولكن ما ثمرة التذكير بهذه القاعدة؟
ثمرة التذكير: أن المسلم لا يتقرب إلى الله بما وجد عليه الناس، وإنما بما كان عليه سيد الناس، ألا وهو رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، وحينئذ فينبغي للمسلمين كافة أن يكونوا على علم بسنة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، سواء ما كان منها سنة فعلية أو كانت سنة تركية، أنا أريد الآن أن أضرب لكم مثلاً من واقع المسلمين كيف أنهم يتركون سنناً فعلية ويفعلون سنناً تركية، قلبوا الحقيقة كما يقال ظهراً لبطن.
مثلاً: صلينا في هذا المسجد وفي كثير من مساجد هذه البلد أو البلدة والبلاد الإسلامية الأخرى فنجد الناس في غفلتهم ساهون، يصلون كيف ما اتفق لأحدهم، هناك عندنا سنة بل أقول فريضة وليس سنة اصطلاحية فريضة أو أمر واجب يخل به جماهير المصلين وأعني ما أقول، أي: أكثر المصلين يخلون بما أمر به الرسول عليه السلام وبما فعله أصحابه الكرام.
أختصر الآن على مثلين اثنين حتى نتوجه فيما بعد إن شاء الله للإجابة عن