للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تمييز هذا من هذا؟ أهو العقل أم الشرع؟

لا شك أن الجواب: هو الشرع؛ ولذلك فهو يرد عليهم: أنتم أردتم الخير لكنكم ما سلكتم طريق الخير، كم من مريد للخير لا يصيبه.

على وزان قول الشاعر الذي قال قديماً:

ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها ... إن السفينة لا تجري على اليبس

الذي يريد أن يجري السفينة لا بد أن يضعها في مجراها، يعني: في طريقها، يعني: في مائها، وليس في سهلها ووعرها .. ونحو ذلك.

ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها ... إن السفينة لا تجري على اليبس

قال ابن مسعود: وكم من مريد للخير لا يصيبه، إن محمداً. انظروا العبرة. إن محمداً - صلى الله عليه وآله وسلم - حدثنا: «أن أقواماً يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم» أي: لا يدخل إلى قلوبهم، «يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية»، ما معنى هذا الحديث؟

هذا أيضاً بلسان سيد العرب والعجم عليه الصلاة والسلام، يقول: «إن ناساً من المسلمين يقرؤون القرآن بألسنتهم ولما يدخل الإيمان في قلوبهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية»، إذا كان الرامي قوي العضلات ورمى حربته أو سهمه وأصاب فريسته فإنها تدخل وتخرج بسرعة إلى الطرف الثاني، هكذا يمرق الناس من الدين، قال ابن مسعود إنه سمع الرسول يقول: «إن أقواماً يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم» لا يصل إلى قلوبهم «يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية».

قال الذي روى هذه القصة: فلقد رأينا أولئك الأقوام يقاتلوننا يوم النهروان.

<<  <  ج: ص:  >  >>