للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تصنعون؟ قالوا: والله يا أبا عبد الرحمن! حصى نعد به التسبيح والتكبير والتحميد، قال: عدوا سيئاتكم، وأنا الضامن لكم ألا يضيع من حسناتكم شيء، ويحكم ما أسرع هلكتكم، هذه ثيابه - صلى الله عليه وآله وسلم - لم تبل، وهذه آنيته لم تكسر، والذي نفسي بيده أئنكم لأهدى من أمة محمد، أي: أصحاب محمد، والذي نفسي بيده أئنكم لأهدى من أمة محمد - صلى الله عليه وآله وسلم -، أو أنكم متمسكون بذنب ضلالة. هو يقول: أنتم بين أحد شيئين: إما أنكم أهدى من أصحاب الرسول وأنا منهم وهذا صاحبي أبو موسى منهم، وهذا بطبيعة الحال مستحيل، إذاً لم يبق لكم إلا الأخرى وهي: أنكم متمسكون بذنب ضلالة. وهذه من فصاحة اللغة العربية، ما قال لهم: متمسكون بضلالة، لو قال لهم ذلك فحسبهم، لكنه من باب التبكيت ومن باب شدة الإنكار قال لهم: أنتم لستم متمسكون بضلالة بل وبذنب ضلالة.

اسمعوا ماذا كان جوابهم لتتذكروا الآن أن هذا الجواب هو الذي يطرح في هذا الزمان أمام دعوة الحق دعوة اتباع الكتاب والسنة دون زيادة أو نقص.

قالوا: والله يا أبا عبد الرحمن ما أردنا إلا الخير. ألا تسمعون هذا الكلام كلما أنكر على إنسان بدعة قيل: يا أخي ماذا فيها نحن نريد ذكر الله .. نريد الصلاة على رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -؟

فالجواب السلفي هو الذي ستسمعونه من كلام هذا الإمام السلفي الذي هو من السابقين الأولين الذين آمنوا بالله ورسوله، هو عبد الله بن مسعود، لما قالوا له: والله يا أبا عبد الرحمن! ما أردنا إلا الخير. قال -وهو العبرة-: وكم من مريد للخير لا يصيبه، وكم من مريد للخير لا يصيبه، {حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ} [القمر: ٥]، كم من مريد للخير لا يصيبه، كون هذا خير وكون هذا شر، كون هذا فرض وهذا سنة، كون هذه سنة وهذه بدعة، ما هو طريق معرفة هذا من هذا،

<<  <  ج: ص:  >  >>