هذا الدرويش الذي هو من الدراويش الذين حول هذا الشيخ لازم ما يخطئوا العدد، لازم يكون خمسين، هو رسول الله، رسول الله قال لنا وصدقناه واتبعناه بإيمان خالص، «من سبح الله دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين، وحمد الله ثلاثاً وثلاثين، وكبر الله ثلاثاً وثلاثين، ثم قال تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، غفرت له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر»، قال لنا رسول الله هذا واتبعناه.
أما أن يأتي شيخ بل فريخ ويأتي يقول: سبح كذا، نقول له: آمين، نصدقه، معناه: أنه جعلناه شريكاً مع الله، والله عز وجل أنكر بنص القرآن الكريم على الضالين والمغضوب عليهم من اليهود والنصارى والمشركين فقال في حقهم أجمعين:{اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ}[التوبة: ٣١]، فاليهود عبدوا المسيح من دون الله، ليس فقط لأنهم جعلوه قسماً من ذات الله عز وجل، بل وزعموا بأنه كان يشرع مع الله، وما هو إلا رسول من الله تبارك وتعالى، اليهود كذلك؛ ولهذا وجدنا اليهود والنصارى شريعتهم دائماً في تجدد في تغير؛ لأنها ليست كما أنزلت، وإنما غيروا فيها وبدلوا، لكن الله عز وجل صان شريعته التي أنزلها على قلب نبينا محمد - صلى الله عليه وآله وسلم -، وتعاهد بحفظها بقوله:{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}[الحجر: ٩]، بمثل هذه القواعد التي ذكرناكم ببعضها عن السلف، وجاء عن هذا السلفي الأول عبد الله بن مسعود لينكر على هؤلاء المبتدعة الذين اتخذوا هيئات لذكر الله، هذه الهيئة هي التي أنكرها ابن مسعود، وليس لذات التسبيح والتحميد والتكبير.
فذكرنا أولاً: أن هذا الشيخ نصب نفسه موجهاً ليذكروا الله، وليسوا هم بحاجة بعد بيان الرسول عليه السلام لذكر الله.