للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثانياً: جمعوا حجارة ليعدوا على الله؛ ولذلك قال لهم: عدوا سيئاتكم، وأنا الضامن لكم ألا يضيع لكم من حسناتكم شيء.

الشيء الثالث والأخير لعله: أعرضوا عن العد، وهذه مصيبة لا تزال موجودة بين المسلمين اليوم، أعرضوا عن عد الذكر المشروع بالأنامل، الآن تجدون الدراويش وأمثال الدراويش من المشايخ يعدون التسبيح دبر الصلوات بالسبحة، السبحة هذه تطورت مع الزمن من حجارة أولئك الخوارج، العبرة بعد ما كملت.

هؤلاء إذاً عرفنا أن ابن مسعود أنكر عليهم ليس لخصوص الذكر من تسبيح وتحميد وتكبير، وإنما لما أحاط بهذا الذكر من إحداث ومن ابتداع لم يكن في عهد الرسول عليه السلام؛ لذلك قال لهم منكراً عليهم أشد الإنكار: والذي نفسي بيده أئنكم لأهدى من أمة محمد، الذي لم يكن فيه مثل هذه الحلقات، أو إنكم متمسكون بذنب ضلالة.

هذا هو الشرح موضع الإنكار، من ابن مسعود فلا يقولن غافل من الغافلين ماذا فعل هؤلاء يا أخي؟ ما ابتدعوا شيئاً إنما هو التسبيح والتكبير والتحميد؟

لا لقد ابتدعوا كيفية، هذه الكيفية هي التي أنكرها ابن مسعود.

أما العبرة أقول: اقتباس من هذه القصة قولاً قياساً على قول الفقهاء والعلماء يقولون: الصغائر بريد الكبائر، الصغائر، الذنوب الصغائر بريد الكبائر، أي: من اعتاد أن يواقع المعصية الصغيرة فسيتدرج معها إلى المعصية الكبيرة؛ لأن المعاصي ليس لها حدود مادية مجسمة بحيث الإنسان يقف عندها ثم لا يجر من ورائها إلا معصية كبيرة.

ولذلك نهى الرسول عليه السلام المسلمين أن يستحقروا وأن يتهاونوا ببعض المعاصي من الذنوب الصغائر، قال عليه السلام: «إياكم ومحقرات الذنوب؛

<<  <  ج: ص:  >  >>