للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تلك السنن الشرعية لها، تماماً، تماماً كما قلنا بالنسبة للسنن الكونية، إذا تبناها الإنسان وطبقها وصل إلى أهدافها، كذلك السنن الشرعية إذا أخذها المسلم تحققت الغاية التي وضع الله تلك السنن من أجلها، من أجل تحقيقها، وإلا فلا.

أظن أن هذا كلام مفهوم، ولكن يحتاج إلى شيء من التوضيح وهنا بيت القصيد، وهنا يبدأ الجواب عن ذاك السؤال الهام.

كلنا يقرأ آية من آيات الله عز وجل بل إن هذه الآية قد تزين بها صدور بعض المجالس أو جدر بعض البيوت، وهي قوله تعالى: {إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ} [محمد: ٧].

لافتات توضع وتكتب بخط ذهبي جميل: رقعي أو فارسي إلى آخره، وتوضع على الجدر.

مع الأسف الشديد هذه الآية أصبحت الجدر مزينة بها، أما قلوب المسلمين فهي منها خاوية على عروشها، لا نكاد نشعر ما هو الهدف الذي ترمي إليه هذه الآية: {إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ} [محمد: ٧]؟ ولذلك أصبح وضع العالم الإسلامي اليوم في بلبلة وقلقلة لا يكاد يجد لها مخرجاً، مع أن المخرج مذكور في كثير من الآيات، بهذه الآية فأظن الأمر لا يحتاج إلى كبير شرح وبيان، وإنما هو فقط التذكير، والذكرى تنفع المؤمنين.

كلنا يعلما إن شاء الله أن قوله تبارك وتعالى: {إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ} [محمد: ٧] شرط، جوابه: {يَنصُرْكُمْ} [محمد: ٧]. إن تأكل، إن تشرب، إن، إن، الجواب: تحيا. إن لم تأكل، إن لم تشرب، ماذا؟ تموت. كذلك تماماً المعنى في هذه الآية: {إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ} [محمد: ٧]، المفهوم وكما يقول الأصوليون، مفهوم المخالفة: {إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ} [محمد: ٧]، هذا هو واقع المسلمين اليوم.

توضيح هذه الآية جاءت السنة في عديد من النصوص الشرعية، وبخاصة

<<  <  ج: ص:  >  >>