تبارك وتعالى بإيمانهم، إذن ما كان العلاج أو الدواء يومئذ لذلك العداء الشديد الذي كان يحيط بالدعوة هو نفس الدواء ونفس العلاج الذي ينبغي على المسلمين اليوم أن يتعاطوه لتتحقق ثمرة هذه المعالجة كما تحققت ثمرة تلك المعالجة الأولى.
والأمر كما يقال: التاريخ يعيد نفسه، بل خير من هذا القول أن نقول: إن الله عز وجل في عباده، وفي كونه الذي خلقه، وأحسن خلقه، ونظمه، وأحسن تنظيمه، له في ذلك له سنناً أو سنن لا تتغير ولا تتبدل سنة الله، {فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلًا}[فاطر: ٤٣].
هذه السنة لابد للمسلم أن يلاحظها وأن يرعاها حق رعايتها، وبخاصة ما كان منها من السنن الشرعية.
هناك سنن شرعية وهناك سنن كونية، وقد يقال اليوم في العصر الحاضر: سنن طبيعية هذه السنن الكونية الطبيعية يشترك في معرفتها المسلم والكافر والصالح والطالح، بمعنى: ما الذي يقوّم حياة الإنسان البدنية؟ الطعام والشراب والهواء النقي ونحو ذلك.
فإذا الإنسان لم يأكل، لم يشرب، لم يتنفس الهواء النقي، فمعنى ذلك أنه معرضة نفسه للموت موتاً مادياً.
هل يمكنه أن يعيش إذا ما خرج عن اتخاذ هذه السنن الكونية؟ الجواب: لا، سنة الله {وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا}[الأحزاب: ٦٢].
هذا كما قلت آنفاً: يعرفه معرفة تجربيه كل إنسان، لا فرق بين المسلم والكافر، والصالح والطالح. لكن الذي يهمنا الآن أن نعرف أن هناك سننا شرعية، يجب أن نعلم أن هناك سنناً شرعية، من اتخذها وصل إلى أهدافها، وجنى منها ثمراتها، ومن لم يتخذها فسوف لن يصل إلى الغايات التي وضعت