يصبهم من ظلم المشركين وتعذيبهم إياهم كان يأمرهم بالصبر يأمرهم بالصبر، وأنها هكذا سنة الله في خلقه: أن يحارب الحق بالباطل، وأن يحارب المؤمنون بالمشركين وهكذا.
فالطريقة الأولى لمعالجة هذا الأمر الواقع هو: العلم النافع والعمل الصالح.
هناك حركات ودعوات أخرى، كلها تلتقي على خلاف الطريقة الأولى والمثلى، والتي لا ثاني لها، وهي اتركوا الإسلام الآن جانباً من حيث وجوب فهمه، ومن حيث وجوب العمل به، الأمر الآن أهم من هذا الأمر وهو: أن نتجمع وأن نتوحد على محاربة الكفار.
سبحان الله! كيف يمكن محاربة الكفار بدون سلاح؟ !
كل إنسان عنده ذرة من عقل:[يعلم] أنه إذا لم يكن له سلاح مادي فهو لا يستطيع أن يحارب عدوه، المسلح ليس بسلاح مادي، بل بأسلحة مادية.
فإذا أردنا أن يحارب عدوه هذا المسلح، وهو غير مسلح، ماذا يقال له؟ ! حاربه حاربه دون أن تتسلح؟ أم تسلح ثم حارب؟ لا خلاف في المسألة: أن الجواب: تسلح ثم حارب، هذا من الناحية المادية، لكن من الناحية المعنوية: الأمر أهم بكثير من هذا: إذا أردنا أن نحارب الكفار فسوف لا يمكننا أن نحارب الكفار بأن ندع الإسلام جانباً؛ لأن هذا خلاف ما أمر الله عز وجل ورسوله المؤمنين في مثل آيات كثيرة منها: قوله تعالى: {وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}[العصر: ١ - ٣]. إن الإنسان لفي خسر نحن الآن بلا شك في خسر، لماذا؟ لأننا لم نأخذ بما ذكر الله عز وجل من الاستثناء حين قال:{إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}[العصر: ٢ - ٣]، نحن الآن نقول: آمنا بالله ورسوله، لكن حينما ندعو المسلمين المتحزبين المتجمعين، المتكتلين على خلاف دعوة الحق: الرجوع