كل المشاكل القائمة اليوم والتي يتحمس بعض الشباب ويقول: ما العمل؟ سواء قلنا ما هو بجانبنا من المصيبة التي حلت في العالم الإسلامي والعالم العربي، وهو احتلال اليهود لفلسطين، أو قلنا مثلاً محاربة الصليبيين للمسلمين في أرتيريا وفي الصومال، في البوسة والهرسك .. في .. في إلى آخر البلاد المعروفة اليوم.
هذه المشاكل كلها لا يمكن أن تُعَالَج بالعاطفة، وإنما تعالج بالعلم والعمل:{وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}[التوبة: ١٠٥]، وقل اعملوا الآن نقف عند هذه النقطة، العمل للإسلام اليوم في الساحة الإسلامية له صور كثيرة، وكثيرة جداً، وفي جماعات وأحزاب متعددة، والحقيقة أن هذه الأحزاب من مشكلة العالم الإسلامي التي تكبر المشكلة أكثر مما يراها بعضهم، بعضهم يرى أن المشكلة احتلال اليهود لفلسطين، أن المشكلة ما ذكرناه آنفاً: محاربة الكفار لكثير من البلاد الإسلامية وأهلها، لا، نحن نقول: المشكلة أكبر وأقوى: تفرق المسلمين، المسلمون أنفسهم متفرقون شيعاً وأحزاباً خلاف قول الله تبارك وتعالى:{وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ}[الروم: ٣١ - ٣٢]، الآن الجماعات الإسلامية مختلفون في طريقة معالجة المشكلة التي يشكو منها كل الجماعات الإسلامية، وهي: الذل الذي ران على المسلمين، وكيف السبيل للخلاص منه؟
هنا طرق: الطريقة الأولى وهي الطريقة المثلى التي لا ثاني لها، وهي التي ندعو إليها دائماً أبداً، وهي: فهم الإسلام فهماً صحيحاً، وتطبيقه، وتربية المسلمين على هذا الإسلام المصفى، تلك هي سنة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، كما ذكرنا ونذكر دائماً وأبداً، فرسول الله بدأ بأصحابه أن دعاهم إلى الإيمان بالله ورسوله، أن علمهم بأحكام الإسلام، وأمرهم بتطبيقها. وحينما كانوا يشكون إليه ما