المسلمين اليوم، وأنهم لو تذكروا هذا السوء لكان من العار عليهم أن يتساءلوا: لماذا أصابنا هذا الذل؟ لأنهم قد غفلوا عن مخالفتهم لشريعة الله.
من تلك الأحاديث قوله عليه الصلاة والسلام:«إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد في سبيل الله، سلط الله عليكم ذلاً، لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم»، هذا الحديث تكلمت عليه كثيراً، وكثيراً جداً، وفي مناسبات عديدة، وإنما أنا أقف فقط عند قوله:«إذا تبايعتم بالعينة»، العينة نوع من الأعمال الربوية، ولا أريد أيضاً أن أدخل فيها، فهل منكم من يجهل تعامل المسلمين بأنواع من الربا؟ وهذه البنوك الربوية قائمة على ساق وقدم في كل بلاد الإسلام، ومعترف فيها بكل الأنظمة القائمة في بلاد الإسلام، وأعود فأقول: ليس فقط من الحكام بل ومن المحكومين؛ لأن هؤلاء المحكومين هم الذين يتعاملون مع هذه البنوك، وهم الذين لو نوقشوا وقيل لهم: أنتم تعلمون أن الربا حرام، وأن الأمر كما قال عليه السلام:«درهم ربا يأكله الرجل أشد عند الله عز وجل من ست وثلاثين زنية».
إذن القضية ما لها علاقة بالحكام إلها علاقة قبل الحكام بالمحكومين.
المحكومون هم في حقيقة أمرهم يليق بهم مثل هؤلاء الحكام، وكما يقولون: دود الخل منه فيه، دود الخل منه فيه.
هؤلاء الحكام ما نزلوا علينا من المريخ، وإنما نبعوا منا وفينا، فإذا أردنا صلاح أوضاعنا فلا يكون ذلك بأن نعلن الحرب الشعواء على حكامنا، وأن ننسى أنفسنا، ونحن من تمام مشكلة الوضع القائم اليوم في العالم الإسلامي، بذلك نحن ننصح المسلمين أن يعودوا إلى دينهم، وأن يطبقوا ما عرفوه من دينهم:{وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ* بِنَصْرِ اللَّهِ}[الروم: ٤ - ٥].