ولم نتعد هذه الآيات المتضمنة لهذه الخصال إلى آيات أخرى التي فيها ذكر لبعض الصفات والخصال التي لم تذكر في هذه الآية، وهي كلها تدور حول العمل بالإسلام، فمن تحققت هذه الصفات المذكورة في هذه الآيات المتلوة آنفاً، وفي آيات أخرى، أولئك هم الذين قال الله عزو جل في حقهم:{أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا}[الأنفال: ٤].
فهل نحن مؤمنون حقاً؟ الجواب: لا. إذن يا إخواننا لا تضطربوا، ولا تجهلوا، وتذكروا لتعرفوا داءكم فتعرفوا دواءكم.
المسلمون اليوم ليسوا مؤمنين حقاً؛ لأن الإيمان الحق يتطلب العمل بالحق.
فنحن المصلين اليوم، هذه الخصلة:{قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ}[المؤمنون: ١ - ٢]، هل نحن خاشعون في صلاتنا؟ أنا ما أتكلم عن فرد، اثنين، خمسة، عشرة، مائة، مائتين، ألف، ألفين، لا، بل أتكلم عن المسلمين على الأقل الذين يتساءلون! ما هو الحل لما أصاب المسلمين؟ لا أعني أولئك المسلمين اللاهين الفاسقين، الذين لا يهمهم آخرتهم، وإنما يهمهم شهواتهم وبطونهم، لا، أنا أتكلم عن المسلمين المصلين، فهل هؤلاء المصلون، قد اتصفوا بهذه الصفات المذكورة في أول سورة المؤمنون؟ الجواب: كجماعة كأمة: لا.
إذن:
ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها ... إن السفينة لا تجري على اليبس
فلا بد من اتخاذ الأسباب التي هي من تمام السنن الشرعية بعد السنن الكونية؛ حتى يرفع ربنا عز وجل هذا الذل الذي ران علينا جميعاً.
أنا ذكرت هذه الأوصاف من صفات المؤمنين المذكورة في أول هذه السورة، لكن هناك في الأحاديث النبوية التي ذكرنا بها إخواننا دائماً ما يذكر بسوء حال