الشيخ: النسخ يا أخي له شروط عند أهل العلم، أولاً لا ينسخ نص خاص بنص عام وإنما يخصص النص العام بالنص الخاص، فمثلاً ذكرت أنت في جملة ما ذكرت {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}[المائدة: ٥١] هذا نص عام، فمحالفة الرسول عليه السلام أو من ينوب مع الرسول في بعض الجزئيات كما شرحنا آنفاً.
مداخلة: الآية أستاذنا الكريم سبب نزولها لعله واضح ..
الشيخ: يا أخي ما يجوز التمسك بسبب النزول وتقييد النص العام، فسترجع القضية نفسها التي قلناها آنفاً بالنسبة للنص السابق أنه عام وهو: إنا لا نستعين بمشرك، فأنت رجعت تذكرنا بالسبب، سبب الورود لا يخصص النص العام الذي تلفظ به الرسول عليه السلام، لذلك قال العلماء العبرة بعموم اللفظ وليس بخصوص السبب، هذه لها نماذج كثيرة وكثيرة جداً مثلاً قوله تعالى:{خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ}[الأعراف: ٣١] نزلت هذه الآية كما هو متفق عليه بين علماء التفسير بخصوص أن المشركين في الجاهلية كان من عادتهم أنه إذا طاف أحدهم حول الكعبة لا فرق بين الذكر والأنثى طافوا عراة، فحتى كانت المرأة منهم حينما تطوف كذلك تقول: اليوم يبدو بعضه أو كله فما بدى منه فلا أحله، غضوا أبصاركم يا رجال هكذا الدين عندهم، أنها تطوف المرأة كما خلقها الله عز وجل فأنزل الله {خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ}[الأعراف: ٣١] أي استروا عوراتكم نساء ورجالاً، أين نص القرآن {خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ}[الأعراف: ٣١]؟ أين المناسبة؟ أكبر شيء يتعلق بالزينة هي ستر العورة، لكن ما نقف عند هذا كما قال عليه السلام: من كان له رداء وإزار فليرتد وليتزر فإن الله أحق أن يتزين له {خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ}[الأعراف: ٣١] سبب الورود مضى وانقضى المشركين في الجاهلية عاشوا على هذه الضلالة أنزل الله تربية لمن أسلموا أن يرجعوا عن هذه الضلالة سترنا عوراتنا، يا ترى ما هي عورة