تحت راية واحدة وهم مخلصون متوجهون إلى الله وغايتهم أن يقاتلوا في سبيل الله، فقتلوا، فهل يكونوا شهداء بهذه النية أم لا؟
الشيخ: أقول: بالنسبة لهؤلاء عملهم غير مشروع بلا شك؛ لأنه أعمال فردية لا تُسْمن ولا تغني من جوع، أما هل يكونوا شهداء، قد يكون نفس الجواب السابق هو الجواب هنا، مع ضميمة بسيطة وهي: أنهم إن كانوا عن علم وعن تفكير فانطلقوا في عملهم هذا الفردي ليجاهدوا الكفار فيمكن إذا كان انطلاقهم عن علم ولو كان اجتهادهم خطأ يمكن أن يعتبروا شهداء، ولكن الذي أعلمه أن كثيراً من هؤلاء الشباب الذين ينطلقون مندفعين بحماس شديد جداً لا يدرسون المسألة على ضوء الأحكام الشرعية، وإنما هم يستسلمون لعواطفهم الجامحة، والعواطف كما تعلمون جميعاً إذا لم تكن مُقَيَّدة بأحكام الشريعة كان شرها أكثر من خيرها، فلا نرى ذلك إلا بهذا الشرط وهو أن يكون مقروناً بالعلم والاجتهاد.
السائل: أنا في الحقيقة سئلت أيضاً هذا اليوم جاءني بعض الإخوة وسألوني مثل هذا السؤال، فأجبت مثل هذا الجواب أو قريباً منه، وذكرت لهؤلاء الإخوان صورة أو أثر من الآثار المترتبة على مثل هذه العمليات الفردية، أن بعض الشباب المتحمسين الذين يسيرون وراء قيادات لا نريد أن نتحدث عن مشروعيتها أو عدم مشروعيتها عن علمها أو جهلها، هذا أمر لا نريده الآن، ولكن أقول: مثل هؤلاء يقاتلون أو يدخلون، فربما يحمل أحدهم خنجراً أو ربما لغماً أو ربما مسدساً أوبندقية فيهجم على سيارة أو على جماعة أو على فرد واحد فيقتله أو ربما يقتل اثنين أو ثلاثة، الأثر السريع لهذه العملية التي يسمونها ((بالعمليات)) الأثر السريع هو أن تقوم بعض الطائرات بقصف المخيمات والتجمعات السكانية التي ليس عند أهلها شيء يدافعون به عن أنفسهم، وإن كان فإن هذه الوسائل الدفاعية لا يستطاع أو لا تقدر على مقاومة هذه الطائرات التي تفتك بالعشرات، إن لم يكن بالمئات من الأبرياء الذين يسكنون هذه المخيمات.