وأعدوا: ليس الخطاب إلى أمثال المسلمين اليوم في آخر الزمان الذين شغلهم عن الجهاد في سبيل الله كما سبق في إن الحديث: «حب الدنيا وكراهية الموت»، فقوله تعالى:{أَعِدُّوا}[الأنفال: ٦٠] خطاب للمسلمين المخلصين الصادقين، فكيف يقول عبد الرحمن إنه هذا الخطاب أولاً للفرد وليس للجماعة أمر عجيب جداً، لا يكاد يصدق مثل هذا الخبر، لولا أن الناقلين صادقون.
مداخلة: شيخنا نسمع ما يقوله ابن جرير.
الشيخ: جميل ..
مداخلة: رحمه الله في تأويل هذه الآية.
الشيخ: تفضل.
مداخلة: يقول رحمه الله: يعني بذلك قوله جل ثناؤه: {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ}[النساء: ٨٤]، أي: فجاهد يا محمد أعداء الله من أهل الشرك في سبيل الله، يعني: في دينه الذي شرعه له وهو الإسلام، وقاتلهم فيه بنفسك، فأما قوله:{لا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ}[النساء: ٨٤] فإنه يعني: لا يكلفك الله فيما فرض عليك من جهاد عدوه وعدوك إلا ما حملت من ذلك دونما حمل غيرك منه، أي: أنك إنما تتبع.
الشيخ: دونما حملك هو .. أيش؟
مداخلة: أي نعم، دونما حملك.
الشيخ: أي نعم. نعم.
مداخلة: من جانب عدوه وعدوك، إلا ما حملك من ذلك دونما حمل غيرك.
الشيخ: اه.
مداخلة: دونما حمل غيرك منه، أي: أنك إنما تتبع بما اكتسبته دونما اكتسبه