الشيخ: هذا أولاً، ثانياً: سيرة الرسول من أولها إلى آخرها هل قاتل وحده؟ أنا أفهم من الآية بعد التركيب في سياقها وسباقها:{لا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ}[النساء: ٨٤] يعني: هو الذين لا يريدون أن يجاهدوا وأن يقاتلوا معه هو لا .. ليس مكلفاً عنهم؛ لأنه هو أعلم .. الله أعلم بنواياهم كما قلنا آنفاً، كما وقع تماماً في غزوة تبوك أفاضل أو بعض أفاضل الصحابة مثل كعب بن مالك ما غزا مع الرسول عليه السلام غزوة تبوك، فهو لا يملك إلا نفسه آه، لكن قد أمر أن يجاهد معه وأمر أن يحرض المؤمنين لماذا؟ ليجاهدوا ويقاتلوا معه، كيف عبد الرحمن يفسر هذه الآية بهذا التفسير الجامد والمخالف للسياق والسباق أولاً؟ ثم المخالف للسيرة وللتاريخ الإسلامي كله ثانياً، ثم يخالف واقع حياته ثانياً، واقع حياته هو ثانياً.
مداخلة: بدليل أوقعه في نفسه؟
الشيخ: أي نعم.
مداخلة: ...
الشيخ: لماذا لم يجاهد، لماذا لم يقاتل، وقد هوجمت بلاد المسلمين ألا وهي (الكويت من ذلك الجبار الطاغية)، لماذا؟ لأنه لا يستطيع ولا يحمل السلاح ولا .. ولا إلى آخره.
إذاً: لابد من الإعداد للجهاد في سبيل الله، وأنا قلت أكثر من مرة، وربما سمعتم ذلك في بعض الأشرطة، وأعيد ما قلته: قول الله عز وجل: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ}[الأنفال: ٦٠] إلى آخر الآية، أعدوا: الخطاب هنا مباشرة للصحابة، أي: الصحابة الذين ربوا على الإسلام، ثم بعموم النص يشمل المسلمين الذين ربوا تربية الصحابة، ليس المسلمين الفاسقين، ليس المسلمين الذين تكالبوا على الدنيا وشغلهم حب الدنيا عن الجهاد في سبيل الله، وإنما الخطاب هنا للمسلمين المخلصين الصادقين.