لأنه لم يوجد السبب الذي يسمح بمثله .. السبب الذي يسمح بمثله: أن يكون هناك حكم قائم بالإسلام كما في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام وفي عهد الخلفاء الراشدين والملوك من ملوك المسلمين الذين كان يغلب خيرهم شرهم فهناك كان يمكن إذا أمر الحاكم المسلم بتنفيذ أمر مثل هذه الأمور التي جاء السؤال عنها كقتل بعض الفجار أو الكفار من المحاربين للمسلمين حينئذ يجب تنفيذه.
أما أن يقوم أفراد في دولة تعلن أن دستورها الإسلام لكنها مع الأسف الشديد لا تعرف من الإسلام إلا اسمه ولذلك فهم يتمنون من أفراد المسلمين كل المسلمين أن يتظاهروا بمثل هذا الذي هو اعتداء على بعض الأفراد الذي لا يجوز حتى في نظرنا نحن العلماء أو الفقهاء أو طلاب العلم من المسلمين .. يتمنى أولئك الحكام أن يكون كل مسلم في أرضهم يتظاهر بمثل هذا التظاهر للقتل للأبرياء ليتخذوا ذلك وسيلة ووليجة لسفك دماء هؤلاء المسلمين الذين يجب عليهم أن يدخروا حياتهم ويدخروا دماءهم لذلك اليوم الذي نحن نخطط لأن يأتي وذلك بعد تحقيق التصفية والتربية والتكتل الذي قام على الكتاب والسنة.
نحن نقول: بأن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - صحيح أنه قال:«من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان» ولكن العلماء الذين أحاطوا بفقه الكتاب والسنة إحاطة السوار بالمعصم كما يقال، هؤلاء الفقهاء الذين جمعوا أحكام الإسلام كلها وعرفوا الخاص والعام، والمُقَيَّد والمطلق، والناسخ والمنسوخ ونحو ذلك هؤلاء قالوا:«من رأى منكم منكراً فليغيره بيده» ليس محصوراً الأمر في تغيير المنكر باليد بل له هذه المراتب الثلاثة، وما ذاك إلا من جمال التشريع وحكمته؛ لأن الله عز وجل الذي خلق العباد وأمرهم بما يطيقونه يعلم أن كثيراً من المنكرات لا يمكن تغييرها