حلب اسمها إدلب، جمعني مجلس أوسع من هذا بكثير، ولأول مرة لذلك كان المجلس كبيراً، حضر مفتي البلد، وحضر مدري إيش، الرسميين، مفتي البلد يجري بيني وبينه نقاش طويل، هو سمعان بقى شي صح وشي ما صح، إنه الألباني مثلاً مجتهد وبيطعن في الأئمة ومن هالكلام اللي بتسمعوه دائماً وأبداً، المهم دخل معي في هذا الموضوع، وما بيهمني أنا إلا النقطة اللي إلها علاقة بمثل سؤالك قال لي: إنه أنته تدعي الاجتهاد، قلت له: لا أنا متبع، ولست بالمجتهد ولا بالمقلد، إنما أنا متبع، بعد بيان الفرق بين الاجتهاد وبين الاتباع وبين التقليد، قلت له وهو مفتي قلت له بعدما أصر وأظهر موقفه: أنه لا ما في اجتهاد، قلت له: فماذا تفعل يا شيخ فيما إذا جاءك سؤال ولا تجد جوابه في بطون الكتب التي أنت تقلدها، وأنا أعرف أنه نظام المذهب التقليدي يقال لهم: لا يجوز الإفتاء إلا بما في بطون الكتب، ولا بيكون اجتهاد، والاجتهاد أغلق بابه من القرن الرابع، هكذا نصوا مع الأسف.
والشيء بالشيء يذكر أيضاً مع الأسف، كان زارنا في دمشق مفتي بلدي ألبانيا، وهو من العلم إلى درجة عجيبة جداً، يتكلم العربية الفصحى أحسن من أهلها، ويستشهد بالأبيات من الشعر الجاهلي، أنا عجبت منه حقيقة، وما تعرفه أنه أعجمي مثلي إلا من لهجته، واللكنة الأعجمية تبعه، مع هذا يقول: ما في اجتهاد؛ فأوردت عليه السؤال التالي، قلت له: ماذا تفعل يا شيخ إذا جاءتك مسألة؟ قال: ما من شيء ما من شيء وقع وسيقع إلا وجوابه موجود في بطون الكتب، شوفوا هالدعوى هي، خطيرة جداً، ما من حادثة تحتاج إلى حكم شرعي وقعت أو ستقع إلا وموجود الجواب في كتب الفقه، قلت له: يا أستاذ أنه لو فرضنا فرضية لو فرضنا أنه القرآن ضاع والسنة ضاعت ما بنخسر شيء، قال: فعلاً، شوفوا بقى، قال: فعلاً، لأنه كل شيء بنحتاجه موجود في كتب الفقه، هنا الشاهد، قلت له: فإذاً ما هذه المنة العظيمة التي امتن الله بها على عباده حينما قال لهم: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}[الحجر: ٩]، شو هالمنة هي؟ ما دام انته عم تقول: إنه لو ضاع القرآن ما