من وجوه المعارضة الحديث الذي ذكرناه من قبل:«لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق» لأن الظهور قد يكون تارة للحجة، وتارة بالقوة.
أما الطائفة المنصورة بالحجة فهذه موجودة دائمة على وجه الأرض.
أما الطائفة المنصورة بالقوة المادية فهذه قد وقد، وأكبر دليل عندكم الآن هاهم الكفار مسيطرون على بلاد الإسلام، وهاهم الآن المسلمون في البوسنة والهرسك وهي الجوار في بلدي التي هي ألبانيا، فأين الطائفة المنصورة بالقوة وليس فقط في الحجة؟ لا وجود لها.
ما هو الموجود؟ هو الموجود الذي كان في حرب الأفغان، كانت لما مات أفراد من هنا وهناك، أصحاب عواطف إسلامية طيبة وغيرة على الدين وو إلى آخره، وذهبوا وجاهدوا كلهم بنيتهم لكن ماذا كانت العاقبة؟ لا شيء ما هو السبب؟ الطائفة المنصورة بالقوة غير موجودة اليوم، ولذلك يسيطر الكفر في كل البلاد.
إذا عرفنا هذه الحقيقة وخلاصتها: أن هناك أفراداً يمكن أن يقاسوا على بعض أفراد الرسول معاً قياس الفارق الذي ذكرنا، لكن لا يوجد هناك طائفة أي: أصحاب بعضهم مع بعض يمكن قياسهم على أولئك الأصحاب لنقول لهم: قال لكم ربكم: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ}[الأنفال: ٦٠].
هؤلاء غير موجودين إذاً: ما هو الواجب؟ الواجب: هو السعي على سنن الرسول عليه السلام، وعلى هديه وسنته لإيجاد هذه الطائفة التي ستكون منصورة بالإضافة إلى نصرتها بالحجة نصرتها بالقوة.
هذا السعي هو الواجب الآن.
فانظروا الآن في كل الثورات التي تقام في أرض من بلاد الإسلام، هل هناك طائفة بمعنى الكلمة أنهم ربوا كما رباهم رسول الله أصحابه من قبل، وأنشأهم ورباهم على عينه، فإذا قال لهم: موتوا في سبيل الله يموتون في سبيل الله، هذه