فلان ومذهب فلان ومذهب فلان، فلابد من تحقيق هاتين الركيزتين التصفية والتربية، فكل الجماعات التي أثاروا مشكلة أو فتنة أو ثورة إلى آخر وقت ثورة الجزائر، هؤلاء ما قاموا بهذه التصفية والتربية، والآن أظنكم تفهمون أنه الكلمتين الذي هو تحت منهم كلام واسع جداً جداً، وفعل وتطبيق أوسع بكثير وكثير جداً أي: إعادة الإسلام بمفهومه الصحيح إلى ما كان عليه في عهد الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - والسلف أربعة عشر قرناً بيننا وبين هذا، كم يحتاج هذا إلى زمن، وكم يحتاج إلى عديد بل مئات الألوف من العلماء في سائر أقطار الدنيا الإسلامية أين هذا؟ فالتصفية هذه ثم تربية المسلمين على هذا الإسلام الصحيح حينئذ يومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله.
فالسؤال الذي كان أن هؤلاء الذين يُضْطَهدون في مصر مثلاً، ويقتلون ويجابهون من قبل الجيش أو الشرطة المصرية أو أو إلى آخره، هل هؤلاء الشهداء؟ أجبنا بأنهم ليسوا شهداء لماذا؟ لأنهم أولاً لم يقعوا قتلى في ساحة المعركة أي: ساحة المعركة حيث يعلن الجيش المسلم برياسة مبايعة من قبل المسلمين عامة يعلن الجهاد على طائف من الكفار والمشركين في سبيل الله، ثم يقع في هذه المعركة شهداء من المسلمين، أو قتلى من المسلمين فهؤلاء هم شهداء الذين يقعون حينما يتقاتلون مع الجيش النظامي أو الشرطة النظامية سواءً في مصر أو في غيرها، فهؤلاء ليسوا شهداء حسبهم وهذا الله أعلم بهم أن يقال: إنهم قتلوا في سبيل الله، وثمة فرق كبير جداً بين أن نقول: قتلوا في سبيل الله، وبين أن نقول: قتلوا شهداء في المعركة في سبيل الله لماذا؟ قلنا لكم آنفاً بأن الشهادة تنقسم إلى قسمين: حقيقية وحكمية، فإذا قلنا في هؤلاء: ماتوا في سبيل الله أي: شهادة حكمية ألحقناهم بمن نص عليهم الرسول عليه السلام بأنهم شهداء كالذي يقتل هدماً أو غرقاً أو دفاعاً عن ماله وعن نفسه.
هؤلاء حسبهم أن يحكم فيهم بأنهم ماتوا في سبيل الله، أما أنا فلا أعتقد ذلك.