تركها وإن تضمن ترك حسنات عظيمة، والمتوسطون من يقارنون بين مقدار المصلحة ومقدار المفسدة فينفذون ما غلب خيره وإن تضمن شراً ويدعون ما غلب شره وإن تضمن تفويت خير قليل، وإذا التبس الأمر عليهم وقفوا حتى يستبين دون ..
الشيخ: ما قال استبان هنا.
علي: حتى يستبين دون أن يلوموا غيرهم في هذه المواطن الاجتهادية التي تختلف فيها أنظار النظار.
وقال: انظر مجموع الفتاوى ولشيخ الإسلام رحمه الله فصول نفيسة في أبواب المصلحة والمفسدة وضوابطها وقواعدها وأمثلتها لا يتسع المقام لذكرها أو ذكر شيء منها فأحيل القارئ على الاستبصار إلى بعض مواضعها كما في الفتاوى فصل في تعارض الحسنات والسيئات، وفيه أيضاً الاقتصاد في الأعمال، وأيضاً فتوى مهمة جداً في تولي بعض الولايات التي فيها ظلم الناس والمتولي يستطيع تخفيف هذا الظلم، وأيضاً: قاعدة في الخلافة والملك وطاعة الولاة ونحو ذلك، وانظر كلاماً مفيداً يتعلق بالموضوع اهتمام الغزالي في إحياء علوم الدين ولابن قيم الجوزية في إعلام الموقعين ومفتاح دار السعادة والداء والدواء وروضة المحبين.
يأتي الآن إلى الأخطاء: من الأخطاء الشائعة اليوم في موضوع المصلحة والمفسدة، نكمل أم لك كلام هنا.
الشيخ: لكن أنا عندي ملاحظة: أيضاً كنت أود بناءً على الخلاف الذي أشار إليه في آخر بحثه فقوم يرجحون المصلحة على المفسدة مع أن المفسدة غالبة على المصلحة والعكس بالعكس كما أشار في آخر كلامه.
كنت أود أيضاً أن يقال هنا وأن يشار إلى أن سبب هذا يعود إلى اختلاف