للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يتصرفوا مثل هذا التصرف لأنهم تجاه عدوهم، فأشبه هذا الحديث أشبه بالجهاد الذي نحن نقول لا يتطلب استعدادا إذا ما هوجم المسلمون في عقر دارهم فهؤلاء خرجوا من عقر دارهم لمجاهدة الكفار، ثم طرأ أن مات الأمير فلا بد له من خليفة فلو أردوا أن يرسلوا إلى الرسول عليه السلام وأن يسألوه وهو الأمير الحق لتأخر الجهاد ولربما غزو واستأصلت شأفتهم من عدوهم فهذه صورة من الصور التي تعالج بقاعدة الضرورات تبيح المحظورات، فهذا لا يستدل بأن هذا ضروري نحن نفرض أميرا من عندنا نفرض أميرا من عندنا، وهذا يذكرني الآن هذه الجماعة التي يريدون لها أميرا كيف نُصَّبوه أميرا زيدا من الناس كيف نصبوه أميرا هل هناك أهل العلم هل هناك أهل الحل والربط، كيف صار فلان أميراً، قل لي فيما تعلم.

مداخلة: ما نعلم أن يكون من جماعتهم.

الشيخ: أنا أعرف لكن كيف صار هذا الأمير من جماعتهم من الذي اختاره العلماء أم الرعاء.

مداخلة: الرعاء.

الشيخ: هذه المشكلة، هذا كله يؤكد أنهم يستعجلون الأمور يُنَصِّب أحدهم أميرا ثم يقول الإمارة لا بد منها، فهو مع مخالفته لما ذكرنا من المقدمات يُؤَمِّر نفسه، ونحن نعلم جميعا أن الإسلام يُحَرِّم على المسلم أن يطلب وظيفة ما ينهى المسلم أن يطلب وظيفة ما أما أن يأمر الرجل نفسه ثم يجر الأدلة كلها التي ظاهرا تدل على أنه لا بد من إمارة وفي كل ظرف هذا والله جهل كما يقال جهل مركب مع الأسف الشديد.

مداخلة: يستدل بمعركة عين جالوت مع التتار يقول حدث هذا في توافر أكابر العلماء كعز الدين ابن عبد السلام وغيره بل إن قائد المسلمين في هذه المعركة سيف الدين قطز كان قد نصب نفسه بنفسه سلطاناً على مصر.

<<  <  ج: ص:  >  >>