بهذه الفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبخاصة في بعض الدول، بل لا بأس أن نقول: في كل الدول الإسلامية التي لا تسمح لأفراد المسلمين أن يقوموا بهذه الحسبة وبهذا الواجب؛ ولذلك نحن ننصحهم أن يكتفوا من الأمر بالمعروف بما لا يترتب من ورائه ضرر سواء كان هذا الضرر يمس الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر أو يمس آخرين ممن يتحمسون لهم أو عليهم.
لذلك هذه الصورة التي سمعتها آنفاً وهي في بلادكم وما أعتقد أن بلادكم أصبحت في التعبير العصري اليوم: ديمقراطية بمعنى: أن يسمح فيها أن تصرف كل فرد على ما يرى من حريته والآخرون أيضاً يسمحون لهم بأن يفعلوا ما شاؤوا هذا بلا شك مما لم تصل إليه الدول العربية بل ولا الدول الغربية؛ لأن هذه الصورة فيها اعتداء مباشر على المواقعين والمنتهكين لحرمات الله تبارك وتعالى؛ ولذلك فنحن ننصح لهؤلاء أن الشباب يكتفوا ما دام الأمر حتى الآن مع الآسف لا يسمح للآمر بالمعروف والناهي عن المنكر أن يغير المنكر بالمرتبة الأولى التي جعلها الرسول عليه السلام أولى المراتب الثلاثة في قوه الصحيح المشهور عنه:«من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان» لا شك أن تغيير المنكر باليد له آثار عظيمة ومفيدة جداً في المجتمع الإسلامي ولكن مع الأسف الشديد إن مجتمعنا اليوم ليس مجتمعاً إسلامياً ما دامت الدول لا تحكم الإسلام فيما يقع بين أفراد المسلمين من مخالفات ومن منازعات.
ونحن نعرف في التجربة الواقعة في العصر الحاضر أن مثل هذا التقدم أو مثل هذه الجرأة في تغيير المنكر باليد وبكسر الأشياء المحرمة في مثل هذه البلاد التي نحياها اليوم والتي لا تحكم شرع الله تعود نتيجة ذلك بالنقيض مما يريده أهل الإصلاح أهل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، تكون النتيجة أن هذا الحماس ستنطفئ شعلته بسبب معاكسة الدولة لهؤلاء الشباب المتحمسين بحيث أنهم يضطرونهم في نهاية الأمر إلى أن يقبعوا في دورهم وأن لا يأمروا