للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لم يؤخروا صلاة المغرب إلى اشتباك النجوم»، ولذلك كانت السنة العملية أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - كان يفطر على تمرات أو على جرعة من ماء ثم يصلي المغرب، فيعجل بالأمرين: جمعاً بين الفضيلتين، فأنا أقول شخصياً نفطر في البيت وأنزل أصلي في المسجد، لكن لا يجوز كتمان هذه السنة كما كان الأمر قبل هذه الأيام الأخيرة، لا أحد عنده خبر إطلاقاً بأن المؤذن يؤذن بعد غروب الشمس بعشر دقائق، لا أحد عنده خبر إطلاقاً أن المؤذنين لصلاة الفجر يؤذنون قبل الوقت بنصف ساعة وأن أكثر المساجد كانت تصلي صلاة الفجر قبل وقتها.

فإذا عرف أهل العلم الحكم الشرعي وكتموه كان كتمانهم للعلم مصيبة عليهم في الدنيا والآخرة، الله عز وجل كما نعلم جميعاً أخذ العهد والميثاق من أهل العلم أن يبينوه للناس ولا يكتمونه، كما هو في القرآن الكريم وكما قال عليه السلام: «من كتم علماً ألجم يوم القيامة بلجام من نار»، إذاً المسألة تحتاج إلى حكمة، لكن لأمر ما قال ربنا في القرآن الكريم: {وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا}، وقال في الآية الأخرى: {وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ}.

أنا أضرب لكم مثالاً عن نفسي أفكر أحياناً كيف أعالج أمراً ما حتى لا نكون مستعجلين في معالجة الأمور بغير الحكمة، أقص هذه القصة كمثال لما نحن في صدده من جهة ولأنه فيها أيضاً فائدة من جهة أخرى أو ربما فكاهة، ركبنا ذات يوم مع بعض الشباب القطار في دمشق قاصدين مصيفاً هناك اسمه (مضايا) وعادة القطار كالباص يمشي مسافة ويقف من أجل ينزل ويركب إلى آخره، ركبنا القطار في محطة الحجاز عندنا هناك حتى وصل إلى محطة البرامكة نعرف صاحبنا هناك، هناك وقف القطار من أجل يأخذ ركاب، أحد سكان ذلك المحل، تعرفوا سعيد الأوبري الخياط؟

مداخلة: لا.

<<  <  ج: ص:  >  >>