للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشيخ: لا تعرفوه، سعيد ركب القطار أنا ذا علم لأني كنت شديد الصلة به أنه في الأمس القريب بنى بأهله تزوج، أما الشباب الذين معي ما عندهم خبر، ما كاد القطار يمشي إلا يأتي إلي أحد الشباب فيساررني يقول لي: الآن صعد قسيس، وهو في الغرفة الفلانية، هزيت له برأسي، فهمته كأنه يقول عليك به، انتقلت إلى الغرفة التي هو فيها، تعرفوا أظن القطار فيه صفين من الكراسي مع طول القطار صف كذا وصف كذا، دخلت أنا فيه ركاب طبعاً أكثرهم مسلمين، السلام عليكم، هو يجلس بتلك الزاوية، أنا تعمدت ألا أجلس تجاهه حتى لا يشعر أني جئت مثيراً له وإنما جلست بعيداً هناك، هذه أول واحدة يعني، لكن جلست أفكر كيف أدخل معه في الموضوع، هذه مسألة تريد مقدمة تكون مناسبة.

مداخلة: ليتقبل.

الشيخ: نعم، وربنا عز وجل كما قال في القرآن الكريم، وهذه يجب أن تنطبق في قلوبنا تماماً، {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} [العنكبوت: ٦٩] وسرعان ما جاءت المناسبة أو وضعتها وهي دخل هذا الذي اسمه سعيد الأوبري الذي كان تزوج في الأمس القريب، هنا فتح أمامي طريق للدخول مع هذا الإنسان بطريقة غير مباشرة، فقلت له: أسمع شبابنا وبالتالي النصراني، هو قسيس ماروني لبناني، يلبس الطربوش الأسود الطويل إذا كنتم رأيتموه وجبة سوداء، فقلت لصاحبنا هذا سعيد، قلت: أبارك لك، بما كان رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يبارك لأصحابه، فأقول لك: بارك الله لك، وبارك عليك وجمع بينكما في خير، ولا أقول لك كما كانت الجاهلية الأولى تقول وكما تقول جاهلية القرن العشرين على صفحات الجرائد والمجلات بالرفاء وبالبنين، لا أقول لك بهذه التهنئة لأن الشارع الحكيم نهانا عنها، ما معنى بالرفاء والبنين، كم وكم من والدين رزقوا من البنين ما فرحوا بهم أولاً ثم كان عاقبة أمرهم سوءاً.

أما بارك الله لك وبارك عليك وجمع بينكما في خير، فهذا جمع الخير كله،

<<  <  ج: ص:  >  >>