للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأوروبيين.

فإذاً قلت لهذا القسيس الماروني: الثياب تؤثر في أصحابها ولذلك نهانا الشارع الحكيم عن أن نتشبه بغيرنا، تكلمنا ما شاء الله ثم رجعت إلى الوتر الحساس، قلت له: إذا كان اللباس ليس له تأثير وإنما الأمر بما في القلب، هل أفهم من كلامك أنك لا تتأثر إذا لبست القلنسوة السوداء ووضعت عمامة بيضاء على فروش أحمر تكون شيخ مسلم، قال: لا ... لا ... لا ... قلت له: ليس هذا يخالف ما قلته آنفاً، العبرة بما في القلب، أنت رجل نصراني مسيحي، فإذا وضعت اللفة والطربوش الأحمر لن تصير شيخ مسلم، قال: لا، نحن رجال دين، لكن صار معه والحمد لله مثلما تقول وأنا في الشام: «كان تحت المطر صار تحت المزراب» أنت مسكته مثلما يقول جماعة عندنا في الشام من خوانيقه، قلت له: هذا هو الفرق بيننا وبينكم، أنت رجل دين أنتم معشر النصارى قسمان رجال دين ورجال لا دين، فما يحرم عليكم يحل على الآخرين، وما يجب لكم لا يجب على الآخرين، أما الإسلام فقد سوى بين الناس جميعاً، {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: ١٣] لا فرق عندنا أبداً بين العالم الصالح التقي الورع وبين الجاهل المسلم، هما عند الله سواء مظهراً ومخبراً كل واحد الله يحاسبه على حسب ما في نفسه وعلى حسب منطلقه في حياته، نحن ما عندنا رجال دين كل مسلم هو رجل دين، ولذلك إن جاز لي أنا أن أضع هذه القلنسوة على رأسي شرعاً جاز لكل مسلم وإن حرم ذلك علي حرم ذلك على كل مسلم.

وحسبكم هذا التفاوت بيننا ... وكل إناء بما فيه ينضح

مداخلة: جزاك الله خير.

الشيخ: هذه قصة أحببت أن أحكيها في تلك المناسبة.

مداخلة: تَعَقَّد.

<<  <  ج: ص:  >  >>