يعلمهُ الكتاب والحكمة، أما الحكمة فهي السنة، وكلما قرنت الحكمة بالقرآن المقصود بها سنة النبي عليه الصلاة والسلام، وهنا لا بد من التذكير، لأن السنة في عهد النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، كانت صنو القرآن، حكم السنة يومئذٍ حكم القرآن وهي كذلك اليوم ولا شك، ولكن مع فارق كبير جداً أن السنةَ يومئذٍ قلت آنفا هي صنو القرآن لأن القرآن ثابتٌ يقيناً، والسنة يومئذٍ كذلك، لأنه لا واسطة بين الرسول وبين أصحابه، فهي أيضاً ثابتة بالنسبة للصحابة يقيناً، لكن الأمر اختلف حينما انتقلت السنة من الجيل الأول أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - إلى الجيل الثاني، وهكذا دواليك إلى أن وصلت السنة إلينا، في هذه المراحل دخل في السنة مالم يكن منها، وما دخل كان على وجهين اثنين، بعضهُ خطأً بدون قصدٍ، وبعضهُ عن قصدٍ وعمدٍ، وهذا القسم الثاني ينقسم إلى قسمين بعضه أدخله بعض المسلمين إتباعاً لأهوائهم، والبعض الآخر أدخله أعداء الدين لإفساد الدين، ومن هنا جاءت الأحاديث الضعيفة والموضوعة وعلى هذا كان من الواجب على الداعية اليوم ما لم يكن واجباً في ذلك اليوم الأول، فهذا الداعية ينبغي إذا دعا الناس إلى الحكمة أي السنة، يجب أن يتذكر هذه الحقيقة البينة الواضحة التي لا إشكال فيها أن في السنة ما تتبرأ السنة منها، وهذا يتطلب علماً من علوم الإسلام التي أهملها علماء المسلمين فضلاً عن غيرهم ألا وهو علم مصطلح الحديث وتراجم الرجال؛ لأنه بهذين العلمين يستطيع الداعية المسلم أن يدعو إلى الحكمة وإلا دعا إليها وإلى نقيضها لأنه إن لم يميز الصحيح من الضعيف من السنة فقد اختلطت الحكمة بغيرها، ومن هنا يتبين بأن أكثر الدعاة الإسلاميين اليوم هم ليسو في دعوتهم على الصراط المستقيم لأن الصراط المستقيم هو كتاب الله وسنة رسوله وهي الحكمة ذلك لأن جماهيرهم لا يميزون بين صحيح الحديث وضعيفة لذلك تجد الأحاديث الضعيفة والموضوعة والفقه
المنحرف عن الكتاب والسنة ماضياً في الدعاة أنفسهم فضلاً عن المدعوين من طرفهم إذاً النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - كان يعلمهم الكتاب والحكمة السنة، نحن علينا اليوم واجب أن نتميز