للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخطأ الذي تقع فيه الجماعات الإسلاميات الأخرى، والواقع المشهود شاهد على ذلك، فأقول التبس الأمر على المسلمين بعامة، وبوجود الجماعات الإسلامية التي تدعي كل جماعة منها أنها على حق، وكلها تتفق على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولكن كل جماعة تنهج منهجاً يختلف عن الأخرى، وأبرز ما يظهر على الساحة منهجان اثنان، أما الأول فهو داع إلى التغيير بقوة السلاح والعنف بحجة أن الأنظمة الحاكمة اليوم أنظمة كفر، وأما المنهاج الآخر فهو داع إلى التغيير بالحكمة والموعظة الحسنة، والصبر والمصابرة، ولا شك أن ما يصبح على المسلمين في كل فجر يوم جديد وما لا يغيب مع غروب الشمس، بل تتكاثر يوماً بعد يوم يجعل الأمة أو يجعلنا نحن على الأقل ومن هو على مثل ما نحن عليه يفكر تفكيراً يقرب أحياناً ويبعد أحياناً أخرى إلى أين يمكن أن تصل الأمة وهي على مثل هذا الحال? فقد فسد تفكيرها ..

تفكيرها العلمي، وتفكيرها الاقتصادي، وتفكيرها السياسي، وتفكيرها العسكري، ولا أدل على ذلك من هذه الفرقة الطارئة فينا بين ظهرانينا، فكل فريق من المسلمين يعادي الفريق الآخر، وكل حزب ينشد الخير لنفسه ويحجبه عن الآخرين، وأصبح لكل بلد من بلاد المسلمين تفكير يختلف عن تفكير البلد الآخر، وله نظام يسوده يختلف في شكله ومضمونه عن شكل النظام الآخر وتفكيره ومضمونه، فأين الطريق، وأين نحن الآن? وكيف نحدد الاتجاه الذي نسلكه إزاء هذه الفتن المتكاثرة والتي يظهر منها بين الآونة والأخرى بعض المظاهر أو الظواهر التي تنبئ عن حقيقة لا تستطيع العقول أن تتصور ما يمكن لو تحركت هذه الحقائق لا قدر الله وتفجرت على أرض المسلمين، فماذا سيحدث? يحدث في بلاد المسلمين الاقتتال بالسلاح، ويحدث في بلاد المسلمين الاحتراب للعلم باسم العلم وباسم الفقه، ويحدث في بلاد المسلمين أن يكون هناك خصومات تلتقي فيها الأيدي والأذرع على أمور يتعجلونها ولهم فيها أناة لو انتظروا حتى يأتي حينها، ونترك المجال لشيخنا ليحدثنا كيف ينبغي أن يكون الأمر بالمعروف

<<  <  ج: ص:  >  >>