للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التطبيق لمثل قوله تعالى: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} [النساء: ٥٩] هم قد يتفقون معنا في أن طريق الإصلاح والدعوة بالتي هي أحسن كما ذكرنا، ولكنه يصدق على الكثير منهم قول الشاعر:

ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها ... إن السفينة لا تجري على اليبس

نحن نقول بأن الإسلام كما قال ابن القيم رحمه الله:

قال الله قال رسوله ... قال الصحابة ليس بالتمويه

ما العلم نصبك للخلاف سفاهة ... بين الرسول وبين رأي فقيه

إلى آخر الأبيات، الشاهد أن هؤلاء الدعاة للإصلاح ما نبهوا العالم الإسلامي ولا فهموهم ودلوهم على السنة في مثل مسألة القبور مثلاً لكن إذا ما فوجئوا بأن بعض الشباب أو بعض الجماعات اشتطوا وتسرعوا فغيروا وأنكروا المنكر باليد صاحوا بأن هذه شدة، ولكن ما هو اللين? اللين أن تبينوا للناس أن هذا منكر، فإذا ما أنكر هذا المنكر ولو بالشدة هان الأمر؛ لأن الناس يكونون على بينة وعلى ذكر من أن هذا التغيير ليس هو من باب عدم الاحترام للأموات ومن باب الاستهانة بالأموات خاصة إذا كانوا من الصالحين أو الأولياء، وقد يكون هناك قبور بعض الأنبياء كما يقال في بعض البلاد إلى آخره، حينما يكون الشعب قد هُيء لتقبل هذا التغيير ولو كان بشدة سابقة لأوانها يكون وقت هذا التغيير خفيفاً جداً، لكن هم لا يسعون لتنبيه الناس وإيقاظهم وتبيين السنة التي غفل جماهير الناس عنها بيد أنهم في غفلتهم ساهون، فإذا ما اشتط بعضهم بتغيير هذا المنكر وهو منكر فعلاً لكن بالقوة بشدة، اشتد عليهم الأمر مضاعفاً أولاً من الناحية العلمية لأنه ما عندهم علم أن هذا منكر ينبغي تغييره، وثانياً أن هذا تغيير فعلاً اقترن معه شدة، ولذلك أنا أقول لإخواننا من باب أن نذكر به أنفسنا أنه يا إخواننا دعوتنا هي في حقيقة أمرها هي ثقيلة على الناس خاصة أولئك الناس الذين

<<  <  ج: ص:  >  >>