للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أذكر شيخنا جزاكم الله خيراً عندما قدم بعض إخوان لنا من الجزائر، وجلسنا معهم وتحدثنا لهم وذكرناهم وبينا لهم المخاطر التي تنتظرهم إن هم خالطوا الأمور السياسية فإنهم سوف يلاقون عقبات كثيرة، ومع ذلك مضوا في هذا الطريق وفوجئت اليوم .. اليوم فوجئت وأنا أسمع نبأ هالني والله جداً، منذ أن قامت الفتنة في الجزائر بعد أن أبطل المجلس النيابي الذي فازت فيه جبهة الإنقاذ حتى اليوم كان عدد القتلى عشرة آلاف قتيل.

مداخلة: من الطرفين .. من الفريقين.

المقدم: من الفريقين، طبعاً كلهم مسلمون والحمد لله إلا القليل.

الشيخ: نعم.

المقدم: فلنتصور هذه الثمرة، ولعل الكثيرين من أولئك الذين يفلسفون الوقوف بالتحدي والقوة والشدة في وجه الأنظمة لعلهم يقولون إن هؤلاء شهداء، هكذا يمنون أنفسهم بأن يكونوا شهداء، وأنا لا أدري كيف تفسر الشهادة إذا كان وقودها هؤلاء العشرات أو هؤلاء الألوف الكثيرة في فتنة لا يدرى لها مدخل ولا يدرى لها مخرج، ونحن نقول هنا لإخواننا نذكرهم أيضاً في الجزائر وفي غير الجزائر أن يتقوا الله في دماء المسلمين وفي أعراضهم وفي أنفسهم، وأن يسموا الأشياء بمسمياتها أو بأسمائها الحقيقية، وألا يخرجوا عن الخط الشرعي الذي رسمه الله تبارك وتعالى في مثل قوله: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} [الأنعام: ١٥٣]، {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [هود: ١١٢].

كلمة أخيرة شيخنا يعني بعد هذا كله نصيحة قصيرة موجزة لإخواننا المسلمين بعامة في كل أرجاء الأرض مشارقها ومغاربها، وما رؤيتكم المستقبلية لهذا الإسلام? وهل سيكون إن شاء الله نصر للإسلام يجريه الله عز وجل على أيدي عباد المخلصين، ومتى سيكون إن شاء الله?

<<  <  ج: ص:  >  >>