للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصلاة والسلام الصريح الصحيح: «كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار»، والقول الآخر، وهو مرجوح يعلم من قولنا السابق: ألا وهو الذي يقوم بتقسيم البدعة إلى خمسة أقسام، هذا التقسيم أقول بلسان عربي مبين: هو أيضاً بدعة كذاك التقسيم الذي قلت إنه تقسيم مبتدع، ولكن هذا التقسيم أحدث في الابتداع من التقسيم القديم؛ تقسيم البدعة إلى خمسة يقول به كثير من العلماء المعروفين، ولهم اجتهادهم على خطئهم؛ أما تقسيم السنة إلى سنة ..

مداخلة: مألوفة ..

الشيخ: وغير مألوفة، هذا التقسيم من بدع هذا الزمان، فأقول: ما كان كذلك فلا شك أن اتفاق العلماء على أن كل محدثة وكل بدعة تخالف ما كان عليه الرسول عليه السلام فهي بدعة ضلالة، حتى الذين يقسمون البدعة إلى خمسة أقسام فهذا قولهم، الذين يقولون باستحباب بعض المحدثات وبعض الأمور الحادثات يشترطون أن تدخل هذه البدعة في بعض النصوص العامة بشرط ألا تعارض نصاً نبوياً سواء كان من قوله عليه السلام أو من فعله، فهذه السنة التي سموها بغير مألوفة، هذا مخالف لسنن كثيرة وكثيرة جداً، أول ذلك أن هناك حديثاً صحيحاً نذكره وبذكرنا إياه كما يقولون نرمي عصفورين بحجر واحد، أول ذلك نضرب البدعة القديمة وهي تقسيم البدعة إلى خمسة أقسام؛ ذلك لأن هؤلاء الذين يقولون بتقسيم البدعة إلى خمسة أقسام يحتجون بالحديث التالي، وهو أيضاً نرد به على هذه البدعة أو على هؤلاء القائلين بالبدعة الحديثة، وهي السنة غير المألوفة، أعني بذاك الحديث ما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه من حديث جرير بن عبد الله البجلي رضي الله تعالى عنه قال: «كنا مع النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - جالسين حوله لما جاءه أعراب مجتابي النمار متقلدي السيوف عامتهم من مضر، بل كلهم من مضر، فلما رآهم رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - تمعر وجهه -أي: تغير ملامح وجهه عليه السلام حزناً على ما رأى فيهم من فقر مدقع- فخطب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - في

<<  <  ج: ص:  >  >>