للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المنكرات وأكثرها الإشراك بالله تبارك وتعالى، ومع ذلك فرسولنا صلوات الله وسلامه عليه كان يحضر مجتمعاتهم ويدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له.

فإذا حضر الداعية شيئًا من هذه المجتمعات ومن المسارح كما جاء في السؤال إذا أنكر ثم انسحب وليس أنكر وتكلم مثلاً ربع ساعة أو نصف ساعة وقد لا يسمحون له بالإطالة في الحديث، ثم هم منغمسون في منكراتهم ثم هو بدوره يسايرهم على هذه المنكرات بدعوى أنه قدم الإنكار أو النصيحة إليهم، لا يجوز الجمع بين الإنكار من جهة والجلوس مع الواقعين في المنكرات من جهة أخرى وإنما ينكر ثم ينسحب ولا يستمر معهم لما ذكرناه من هديه عليه السلام مع المشركين من جهة ولكونه تبارك وتعالى: {فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [الأنعام: ٦٨]، وقوله - صلى الله عليه وآله وسلم -: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل الحمام إلا بمئزر ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل خليلته الحمام ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يقعد على مائدة يدار فيها الخمر» فلو قيل كما جاء في السؤال رجل جلس مع شُرّاب الخمر لينكر عليهم فأنكر فانتهج ( .. ) فلا يجوز أن يسايرهم إلى آخر جلوسهم فهذا خلط بين الإنكار للمنكر وبين المشاركة في الجلوس مع أصحاب المنكر هذا الذي أعتقده.

السائل: نقطة أخرى يا شيخ.

السائل: يعني إذا كانت أماكن المآثم البدعية استغلها الإنسان أو اهتبل فرصة أنه يدعو الناس لتوحيد أو للإسلام أو لسنة دون أن ينكر مثلا [هذه البدع]؟

الشيخ: لا ما يجوز, ما يجوز, ولماذا مثلاً -وهذا الذي أنا أخشاه- لماذا مثلاً هو لا يجمع بين فضيلتين أي بين إنكار ما يراه بين يديه واقعًا وبين الدعوة إلى التوحيد، لذلك لأنه يتخذ السكوت على المنكر وسيلة لتبليغ دعوة التوحيد, هنا نقول بصراحة تامة هذه الوسائل تعود إلى نفس الوسيلة الأولى التي تحدثنا عنها آنفا أنه لا يجوز اتخاذ وسائل هي من اللهو وسيلة لدعوة الناس إلى الإسلام،

<<  <  ج: ص:  >  >>